إذا كان متوسط إصابة المصريين بالسمنة يصل مابين 45 و50% وفقا لما أظهره المسح الطبى الشامل ضمن حملة «100 مليون صحة» والذى اعتبره الأطباء المتخصصون رقما كبيرا للغاية بل وحذروا منه، وأيضا وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن مصر لديها واحدة من أعلى معدلات السمنة فى العالم.. فهل برامج الطهو التى أصبحت منتشرة على الفضائيات المتخصصة فى الطهو وغير المتخصصة أيضا والتى أصبحت برامجها تحتوى على اكثر من برنامج طهو يوميا وزادت أيضا فى رمضان من ضمن العوامل التى أدت الى زيادة معدلات السمنة لدى المصريين من كل الفئات والأعمار؟.. سألنا المتخصصين وكان هذا التحقيق : بداية يوضح د. سعيد متولى استشارى التغذية العامة والصحة بقطاع المعاهد الأزهرية أن السمنة هى الخطر الأكبر والمقدمة لأخطار كثيرة تصيب الإنسان بالأمراض المزمنة (السكر الضغط الفشل الكلوى والكبدى وآلام المفاصل) وان السمنة إن لم يكن سببها خلل هرمونا او سببا مرضيا وذلك احتمال اقل نسبيا من السبب الأكثر حدوثا وهو تناول كم كبير من الأغذية كثيفة الطاقة الغنية بالدهون والكربوهيدرات الذى يسود فى الأغذية التى تتميز بروعة الطعم والمظهر والرائحة ودمج الدهون الغذائية أثناء الطهو بطرق مختلفة مع الكربوهيدرات لها العديد من الأضرار منها تعقيد هضم تلك الأصناف ورفع سعراتها الداخلة للجسم بعد الهضم والأمتصاص .. ويرى إستشارى التغذية والصحة العامة أنه قد يكون الاعلام تبنى قدرا من المسئولية من نشر تلك الأغذية المسببة للسمنة بصورة مباشرة من خلال قنوات متخصصة للطهو وبرامج متعددة تهتم فقط بعمل وجبات بها أو تم إعدادها بقدر عال من الدهون النباتية او الحيوانية أو النباتية المهدرجة ( وهى الأخطر فى السمنة ) والأخطر هو تفعيل بعض المركبات الصناعية (الكيميائية) التى تحسن الطعم واللون والرائحة فيصبح ما يقدم من وجبات لذيذة الطعم وحسنة المظهر والملمس والرائحة بغض النظر عن محتواهامن المركبات التى تسهم بصورة مباشرة فى السمنة وخلل فى أداء وظائف أعضاء الجسم وثقل كبير على الكبد للتخلص مما اضيف لتلك الأغذية .. وقد يكون الخطر اكبر بتنوع تقديم وجبات مسببة لالتهاب البنكرياس وخلل فى مستوى السكر بالدم بتقديم وابتكار العديد من الوصفات للحلويات الشرقية والغربية الغنية بالسكر والدهون (سمن زيوت زيوت نباتية مهدرجة).. واسأل استشارى التغذية والصحة العامة: وكيف إذن تجنب من مخاطر تلك البرامج؟.. قال: أصبحت صحة المجتمع التى تعتمد على مايدخل أمعاء شعوبها من تغذية يقودها طهاه تلك البرامج والقنوات المنتشرة بكثرة تلك الآونة والأخرى والأنفع لخدمة شعوبنا لابد وان تهتم هذه البرامج بتقديم النمط الغذائى الصحى الذى يهتم ببناء الجسم البشرى لا إمراضه وذلك من خلال توزيع استخدام الأغذية المتوازنة فى محتواها من الألياف والدهون والبروتينات والكربوهيدرات دون زيادة فى عنصر على آخر ، وتشجيع تناول الحبة الكاملة والخضروات والفاكهة الموسمية ، ونشر ثقافة الغذاء الصحى بوجود خبراء للتغذية بتلك البرامج اثناء الاعداد من الشيفات وبث روح تنظيم الوجبات كما ونوعا وبمواعيد ثابتة يوميا ، مع تقديم وصفات غذائية معدة ومصنعة لتقليل اعراض الامراض قدر الإمكان وحسب حالة كل مريض . ومن الجانب النفسى يؤكد د.جمال شفيق احمد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس واستشارى العلاج النفسى بوزارة الصحة ان تلك البرامج الكثيرة تجذب انتباه المشاهد لما يتوافر لديها من عناصر اكثر تشويقا وإثارة وجاذبية مثل الصوت واللون والحركة والموسيقى ويقول : سيكولوجيا هذه العناصر تؤدى الى تثبيت فى ذهن وعقل المشاهد وتشغل باله وبالتالى يهتم بها ، وحاليا نجد ليلا نهارا على القنوات الفضائية برامج طهو ومداخلات هاتفية من جميع أفراد الأسرة الأم والأب والابناء أيضا ومادام العرض بطريقة مثيرة وجذابة، وبالطبع تحاول الزوجة تقليد هذه الأكلات ، وأيضا الأطفال يطلبوا من الأم أن تعد لهم ماشاهدوه فى هذه البرامج، وأصبحت العقول المصرية محاطة بجميع أشكال وعمل الوجبات فأصبح مقررا على الناس اعداد الطعام ليل نهار فى جميع القنوات وجميع البرامج حتى برامج التوك شو أصبحت تتضمن فقرة خاصة بالاكلات، وبالتالى ازداد اهتمام المصريين بالاكل وصنعه وتجريبه وبدلا من مذاكرة الأم الدروس لأولادها تحاول ان تجرب اكلة جديدة وهكذا .. ولذا لا أبرىء لتلك البرامج من جزء كبير من مسئولية السمنة لدى المصريين، لان عملية الإثارة والتشويق والإغراءات فى تلك البرامج تجعل الإنسان لايفكر فى كمية الطعام ونوعية الطعام الذى سيتناوله.