أكتب عن الفنان القدير عادل امام بعد أن استدرك التليفزيون خلو شاشته من إطلالة هذا النجم الكبير ليقدم له ما يمكن اعتباره اعتذارا، أو فى الوقت نفسه استغلال موعد عيد ميلاده لتقديم هذه التهانى له مشفوعة بالعديد والعديد من صوره فى مختلف الأعمال التى بدأت منذ نصف قرن. بالطبع أسعدنى كما تعودنا مجرد أن نراه على الشاشة فى رمضان، ولكن هنا مجرد صور مع جملة رقيقة عن الاحتفال بعيد ميلاده. أنا من المتابعين للنجم الكبير منذ بداياته، وكان الإعجاب بكل ما شاهدته له خاصة الفترة الأخيرة، عندما تفجر تألقه بوجود هذه الخطوط التى رسمها الزمن على وجهه ليستغلها بصورة غيرت تماما السبب الذى كنت أحب أن اشاهده فيه، وهو الكوميديا... إلى هذه النفحات البالغة القوة فى التعبير... التعبير هنا عن ماذا؟.. عن الحب والحنان والألم والتعاطف والشعور بقوة العلاقة مع من يخذله زمانه، ولعل هذا وربما أكثر هو ما لمسته فى نظرته فى وداع صديقه داخل مستشفى الأمراض النفسية، وهو الدور الذى مثله سعيد صالح.... نظرة غريبة تجمعت فيها كل المشاعر الإنسانية بصدق لم يكن يستطيع أى فنان آخر أن يقدمها بهذه الصورة التى شاهدتها لعادل امام فى فيلم «الزهايمر»... بعد سنوات لم استطع أن انساها أو أن أخرجها من تلك الدقائق التى عاشت بداخلى. إنه الفنان عندما يقدم له الزمن الفرصة للإجادة والإبداع، وبعد أن يقدم له الفرصة على الاطلاع والقراءة مما يزيد من إحساسه بكثير من المواقف ليجسدها، كما لو كانت حقيقية، تهنئة له بمناسبة عيد ميلاده من الشاشة الصغيرة اخذت حجما معقولا، وربما باعتذار لنا نحن المشاهدين لعدم الاستمتاع بعمل له فى الشهر الكريم الذى اعتدنا عليه، ولو لسنوات قليلة. إنه الفنان المحنك سياسيا، فقدم ما يرضى المواطن البسيط والمثقف القارئ على حد سواء، ولن أقول إنه الهرم الرابع أو ظاهرة لن تتكرر مادام الخالق موجودا وقادرا على الخلق.