بينما كنت أستمع الى اغنية ثلاثى أضواء المسرح التى يقولون فيها: «شالوا ألدو .. جابوا شاهين», فى إشارة منهم إلى وجهة نظر متشائمة تفيد بأنه لا فرق بين هذا ولا ذاك.. فالكل يجرى ويلهث وراء هدف واحد وهو «الفوز» الذى لم ولن يأتى أبداً . هذه الأغنية ذكرتنى بحكاية الشاب الذى ذهب إلى والده وأخبره بأنه أحب فتاة جميلة جداً ويريد أن يتزوجها، فطلب الأب أن يراها حتى يخطبها له فما إن رآها حتى بهره جمالها فقال له هذه ليست من مستواك.. هذه الفتاة يستحقها رجل «ذو خبرة» فى الحياة مثلي، اندهش الشاب من كلام والده وحدث شجار بينهما فذهبا إلى مركز الشرطة لحل المشكلة فطلب الضابط إحضار الفتاة ليسألها ايهما تريد الأب أم الابن.. ولكن لما رآها الضابط.. انبهر من جمالها وقال: هذه لا تصلح لأى منكما انها تستحق شخصا مرموقا مثلى فنشب شجار بين الثلاثة وذهبوا جميعاً إلى الوزير ليفصل بينهم، فكانت المفاجأة أن تكرر نفس الشىء فقد انبهر بجمالها وقال لهم هذه لا يتزوجها إلا شخص مثلى يمتلك المال والسلطة. فاشتبكوا جميعاً ولم يوقف هذا الشجار إلا صوت الفتاة وهى تقول لهم: حل هذه المشكله أن أقوم بالجرى وأنتم تجرون ورائى والذى يمسكنى أولاً هو الذى سوف أتزوجه وأكون من نصيبه. وبالفعل ظلوا يجرون خلفها ولكنهم فجأة سقطوا جميعاً فى حفرة عميقة لم يروها من شدة تعلقهم بالفتاة، فنظرت إليهم من أعلى وقالت: هل عرفتم من أنا؟ أنا الدنيا التى يجرى خلفى جميع الناس دون أن يمسكوا بى ولكن الكل يسقط فى «القبر» الذى لايفرق بين صغير ولا كبير. انتهت الحكاية ولكنها جعلتنى أكرر الاستماع لنفس الأغنية ولكن فى هذه المرة كنت على قناعة تامة بأن «شاهين» سوف يفعل ما كان يفعله «ألدو».. لذا حينما «شالوا ألدو وجابوا شاهين» فإن الأمر لم يتغير كثيرا ولن يؤثر ذلك بالطبع على النتيجة النهائية التى هى دائما مجرد «صفر». [email protected] لمزيد من مقالات أشرف مفيد