فى حياة كل إنسان مشاعر فياضة وروابط إنسانية وعاطفية تجاه أحباب لايشعر بقيمة ومعنى الحياة من دونهم،على رأسهم الأم والأب والإخوة والعائلة والأصدقاء والزملاء فى المدرسة والعمل والحى الذى يسكن فيه، ارتبط معهم بذكريات جميلة ومشكلات واجهتهم تقاربت فيها الأفكار والرؤى والتجارب والمشاعر الوجدانية والتضحيات وأصبحوا جزءاً من حياته وتاريخه فقد تربى معهم وسهر وعاش أياماً جميلة وأخرى حزينة بجوارهم شاركهم فى عطائهم وأحلامهم وآلامهم وأفراحهم.وعندما يفارق أحد هؤلاء الأحباب الدنيا ويغيبه الموت يشعر الانسان أن جزءا من قلبه حرق ودمر وجزءا من حياته تهدم ويصعب عودته ثانية وأن الحياة تقسو فى لحظات كثيرة عليه وأن الاحباب من حوله يتساقطون تباعا وان الحياة تفقد معناها وجمالها تدريجيا وتصبح بلا طعم، لأن حلاوتها ارتبطت بهم وبمواقفهم والوداد والحنان الذى يتدفق منهم بلا حدود أو هدف وغرض. فصدمة الفراق صعبة وتتشابه بعدها الأيام لفترة طويلة من الحزن وترى كل شيء بنظرة سوداء وخوف ومرارة واستسلام وتخار قوة الإنسان المعنوية وإرادته ويسيطر عليه الإحباط ويفقد الإحساس حتى بطعم مايتناوله من طعام ويعيش فى دوامة من الحنين للماضى والإحساس بالضياع وفقدان الزمن ربما تمتد لشهور ويتذكر مواقف الاحباب الذين رحلوا ولاينقذه سوى التمسك بالإيمان بالله عز وجل وتقبل القدر برضاء وصبر شديد حتى يستعيد توازنه النفسى والروحى بعد فترة. فالحقيقة الثابتة أن البقاء لله وحده ونهاية كل كائن حى هو الموت وفراق الدنيا، وأن العبرة بالحصيلة النهائية التى يصل إليها كل إنسان من سنوات عمره التى قضاها فى أن يلتزم بالفوز بهذه الحياة من خلال التحلى بحسن العمل والأخلاق والتدين والقيام بواجباته تجاه دينه ووطنه وأسرته. لمزيد من مقالات عماد حجاب