لقد ابتعد معظم الإعلام المرئى تماما عن الرسالة والمحتوى الهادف، وهبط بالمهنية الى الهاوية، بعد أن أصبح مهنة من لا مهنة له، وطريق من فقدوا الطريق إلى الشهرة والثراء السريع، قلة هم من حافظوا على مهنيتهم وجديتهم، وأصبح وجودهم غير مرحب به وسط طوفان الهزل وموجة الفضائح, فالإعلام سلعة يتم الترويج لها بأساليب رخيصة، تحت شعار المشاهدة وهو ما ينم عن الافلاس والعجز عن تقديم محتوى هادف يرتقى بالذوق العام ووعى المواطن، وأصبحت المشاهدة عنوان النجاح، وهو قول حق يراد به باطل, فلو تم عرض محتوى فاضح وهو أقصر الطرق الى عين وحواس المشاهد, لشاهده عشرات بل مئات الملايين، ولكن هذا ليس عنوان النجاح، وهو ما نفتقده فى موجة الإعلام الهابط مؤخرا، على غرار سينما المقاولات والمخدرات والجنس التى انتشرت فى فترة سابقة حتى أصبحنا نصفق للبطل المجرم والنجم الفاسد ونعجب بالفهلوى ونقلد البلطجى وننبهر بالساقطة واللعوب, فهل يعقل أن يشغلنا إعلام الفضائح على مدى أشهر بقصة زواج فاشل لفنان من أخريين, حيث طلق دنجوان عصره الأولى وتزوج من الثانية، ليتسابق أعلام الفضائح على سرد تفاصيل مخجلة عن قيام الثانية بخطفه لترد الاولى بأنها هى التى خلعته وتتصارع الاثنتان على أحقية كل منهما فيه وينتهى الامر بطلاق الاثنتين ويتحول الصراع الى من قام بالتطليق أولا الراجل ولا الست لنشاهد مسلسلا هابطا من حلقات حول هذه القضية الخطيرة، يتخللها كشف الأسرار الفاضحة والعورات المستورة؛؛ وكأننا نتابع قصة الاميرة ديانا ودودى الفايد ولكن بالطريقة المصرية, فهل أصبحت الفضائح هى طريق الشهرة لان أصحابها لا يملكون ما يقدمونه للمشاهد؟ لمزيد من مقالات مريد صبحى