أصبح شهر رمضان الكريم ملمحا اجتماعيا بارزا داخل المجتمعات الغربية ، فمعظم قادة العالم عادة ما يصدرون البيانات الرسمية لتهنئة المسلمين فى بلادهم بحلول الشهر المبارك ، مصاحبين التهنئة بعبارات التسامح الدينى وإشادات بما يحمله رمضان من سمات الخير والمودة و التراحم بين الناس. الأمر لا يقتصر على التهانى فقط بل تطور إلى اتخاذ الحكومات بعض الإجراءات لمراعاة ظروف المواطنين المسلمين الذين ينقطعون عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس. ففى الدنمارك ، اقترحت وزيرة الهجرة إنجر ستوجبيرج العام الماضى منح إجازة من العمل للمسلمين خلال رمضان. ورغم أن الاقتراح يبدو نبيلا ، إلا أن الوزيرة الدنماركية واجهت انتقادات كبيرة فى بلادها، حيث اعتبر البعض دعوتها تقليلا من شأن المسلمين وقدرتهم على العمل، خاصة أن الوزيرة، التى تنتمى لأحد الأحزاب اليمينية ، عللت دعوتها بأن المسلمين الصائمين يعرضون المجتمع للخطر جراء ممارستهم أعمالهم دون طعام أو شراب لمدة تزيد على 18 ساعة خاصة أولئك العاملين فى مجال قيادة الحافلات وفى المستشفيات. وسارعت الشركات الدنماركية بالرد على الوزيرة مؤكدة أن رمضان لايمثل أى مشكلة بالنسبة لمسار العمل اليومى ، فيما نشر الاتحاد الإسلامى فى الدنمارك منشورا على مواقع التواصل الاجتماعى شكر فيه الوزيرة على اهتمامها، لكنه أكد أن المسلمين قادرون على الحفاظ على أمن مجتمعهم حتى وهم صائمون. وفى الولاياتالمتحدة ، وجهت شرطة نيويورك رسالة إلى مسلمى المدينة قبل أيام من حلول الشهر الكريم قالت فيها « تعبدوا بسلام وبلا خوف» وذلك فى طمأنة للمسلمين الخائفين من استهدافهم خاصة عقب الهجوم على مسجدين فى نيوزيلندا والتفجيرات التى استهدفت كنائس فى سريلانكا وراح ضحيتها المئات. وأكدت شرطة نيويورك فى تقريرها السنوى الذى يصدر قبل أيام من شهر رمضان، بأنها سترفع من مستوى التأهب الأمنى ودوريات الحراسة على المساجد خلال الشهر الفضيل. وقال جيمس أونيل رئيس الشرطة « إنها فترة تتمتع بالروحانيات وتجديد الإيمان وتقديم الخير، والأمر يتعلق بحق كل إنسان فى العبادة بحرية وبلاخوف». وأكد أنه لاتوجد حاليا تهديدات محددة ضد المسلمين فى المدينة، ولكنه شدد على أهمية تعاون الجاليات المسلمة مع الشرطة فى رمضان وبعده أيضا. وكانت بريطانيا قد عدلت فى وقت سابق جدول مواعيد امتحانات الشهادة الثانوية لكى يتقدم بأيام قليلة عن الشهر الكريم، الذى تصادف حلوله مع فترة الامتحانات وذلك تسهيلا على الطلاب المسلمين الذين يرغبون فى قضاء أوقات أطول فى العبادة والتطوع فى الخدمات الخيرية التى تقدمها المساجد.