الحقد والغيرة يملأن صدر القيادة التركية .. والفشل والتخبط على أصعدة عديدة يجعلانها تتخذ خطوات غير محسوبة ستكون تكلفتها باهظة عليها وعلى شعبها وربما على المنطقة برمتها !!. آخر ما تفتق عنه ذهن الزعيم رجب طيب أردوغان هو الإعلان عن نية بلاده البدء فى أنشطة حفر فى منطقة بحرية تقع غرب جمهورية قبرص بهدف الحصول على جزء من احتياطيات النفط والغاز التى تنقب عنهما قبرص .. وفى بيان مليء بالكذب والكبر والمغالطات زعمت الخارجية التركية أن الأنشطة المتعلقة بالنفط والغاز شرقى المتوسط حق شرعى لأنقرة منبثق عن القانون الدولى, وأنها ستحمى حقوقها ومصالحها فى جرفها القارى والحقوق الأصيلة لجمهورية شمال قبرص التركية ,ولن تترد فى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة فى هذا الإطار!. ادعاءات تركيا استقبلت باستهجان بالغ .. وتحذير مصرى وأوروبى شديد اللهجة.. فقد وجهت القاهرة تهديداً مباشراً لأنقرة ,وأكد بيان للخارجية المصرية أنها تتابع باهتمام وقلق التطورات الجارية حول النوايا التركية, وحذر من انعكاس أية إجراءات أحادية على أمن واستقرارمنطقة شرق المتوسط، وأكد على ضرورة التزام أى تصرفات لدول المنطقة بقواعد القانون الدولى وأحكامه . أما وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى فيديريكا موجيرينى فقد أعربت عن قلقها البالغ حيال الموقف التركى .. ودعت إلى ضرورة ضبط النفس واحترام الحقوق السيادية لقبرص فى منطقتها الاقتصادية الخالصة والامتناع عن أى عمل غير قانونى مؤكدة أن الاتحاد الأوروبى سيرد عليه فى شكل ملائم وبتضامن كامل مع قبرص . ولكن هل يعد إعلان تركيا بالون اختبار لجس النبض الدولي؟! وهل تستجيب أنقرة لتحذيرات مصر وأوروبا ؟!.. وهل ينصت أردوغان لصوت العقل ويلتزم بضبط النفس؟! لا أظن .. فقد تميزت تركيا بالعناد الذى يصل أحيانا إلى حد الغباء .. ولم يبق للسلطان المغرور الذى يطارده الفشل على صعيد الانتخابات الداخلية ,والإخفاق فى مشروعاته الإقليمية التوسعية سوى فتح جبهة جديدة وخوض مغامرة أخرى .. من المؤكد أنها ستكون خاسرة أيضا .. وربما تكون المسمار الأخير فى نعشه السياسى . [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى