ربما لا يعرف الكثيرون أن دير المحرق الذى يقع غرب مدينة القوصية على مسافة 48 كم من مدينة أسيوط يضم أقدم كنيسة فى العالم ، وهى البيت المهجور الذى سكنته العائلة المقدسة. فقد مكثت العائلة المقدسة به 185 يوما أى ما يزيد على ستة أشهر أثناء هروبهم من بطش الملك الرومانى الطاغية هيرودس .. ويقول الراهب فليكسينوس العاشق للفن والثقافة والذى شرفنا بصحبته فى جولتنا بالدير: إن الكنيسة الأثرية يرجع تاريخها للقرن الأول الميلادى وهى الكنيسة الوحيدة فى العالم التى دشنها السيد المسيح عيسي بنفسه وكانت مكانا للعبادة من القرن الأول الميلادى عكس باقى الكنائس فى كل بقاع الأرض والتى أسست بداية من القرن الرابع بعد منشور التسامح الدينى.. أما سر تسمية الدير بالمحرق فهو أن المنطقة المتاخمة له عند سفح جبل «قسقام» كان أهالى المنطقة يجمعون فيها الحشائش والنباتات الضارة لحرقها فسميت بالمحرقة واكتسب الدير بمرور الوقت هذا اللقب.. ولكنك فى داخله لا تستنشق الا أطيب البخور وسط حدائق جميلة مثمرة.. وترى من حولك آثارا ترجع إلى ألفى عام باقية على حالها وشاهدة على مكانة مصر فى جميع الأديان السماوية. وربما تطرح أحجار السور المماثلة لأحجار أورشليم القدس سؤالا حول ما يجب ان تلعبه أسيوط من دور حيوى فى السياحة الدينية لمصر.