لو أن أحدا سمع أن أستاذا جامعيا خيّر طلابه بين الرسوب وخلع البنطلون(؟!)، لظن للوهلة الأولي، أنها مزحة من هول الصدمة، خاصة إذا كان مكان الواقعة، جامعة الأزهر، حاملة لواء القيم الدينية والأخلاقية؟!. ولو أنه سمع أن الطلاب خلعوا فعلا بنطلوناتهم، لعجز لسانه عن وصف الخزي!. أيضا أن تقرر الجامعة فصل الأستاذ دون تحقيق، لهو مخالفة أخري! كل هذه المخالفات المخزية حدثت فى وقت واحد، وتحت سماء حرم مقدس؟!.. لكن الأهم فى رأيى ما وراء الحادثة المثيرة.. ماذا عن وجهة نظر الأستاذ المفصول.. على صفحته بفيس بوك أوجعنى الدكتور إمام رمضان إمام، أستاذ العقيدة المفصول، عندما قال: ثلاثون عاما ويزيد، أتكلم وأعلم ولا يعرفنى أحد إلا مما علمت، وفعل عملى واحد يقصد خلع البنطلون فى دقائق معدودة حطم صلابة جدران البناء وجدران العقل والفكر، ليجوب أرجاء الأرض، ثم قال: لقد بات اسمى على كل لسان، سلبا وإيجابا، قدحا ومدحا، بالعمل لا بالقول؟ فما أكثر ما قيل دون أن تعيره سمعكم أو تتدبره عقولكم، وكلمتى الأخيرة هنا تدبروها لوجه الله، تدبروها تدبروها: لئن كنت كشفت حقا عورة طالب، فلقد كشفت عورة أمة نظريا وعمليا!. وبصراحة هذا الرجل لديه كل الحق، هو أراد أن يعرى هوان بعض النفوس أمام المجتمع كله، كنموذج انتشر بيننا، بيع النفس مقابل تجاوز امتحان؟!.. لماذا يرسب كثير من الناس فى فتنة «الذل»، ولماذا يخدعون أنفسهم بنجاح زائف، حتى ولو جلب لهم العار، إذ إن من خلع بنطلونه كان على يقين أن زملاءه يصورونه بكاميرات تليفوناتهم!.هذه الواقعة دليل خطر ونذير شؤم، فإلى أى مدى وصل بنا الحال،إلى «اتعرى، تنجح»!. لمزيد من مقالات أيمن المهدى