رغم ما تحثنا عليه الأديان من التحلى بالرحمة والرفق بمخلوقات الله كافة، إلا أن الملاحظ غياب تلك الثقافة عن تربيتنا للنشء وعن إعلامنا، بل نزرع قيما تغرس مفاهيم القسوة والانتقام والعنف وكلها غريبة عن الروح المصرية الأصلية. وما نشهده من تفشى القسوة هو نبت لغرس ليس أصيلا فينا. وأرى أن مرجع ذلك أيضا غياب التوجيه السليم سواء فى الأسرة أو المدرسة أو البيئة المحيطة بنا.سبب التطرق إلى ذلك ما شاهدته مؤخرا من مطاردة صبى ممسكا بعصا غليظة يطارد بكل قوة كلبا مذعورا فى الطريق فأسأل أحدهم عن سبب المطاردة، ولم لا يوقف الصبى عن ذلك، فيقول: يريد تكسيره لأنه عض أخيه. وأجبته:لابد أن أخيه شاغبه وأراد إيذاءه فدافع عن نفسه، ولن يفهم الكلب سبب العنف ضده، فوافقني.حاولت انتظار الصبى ورجوت ذلك الشخص الرءوف أن يحاول إفهام الصبى أن الأذى يتبعه أذي، وأن الأصلح هو تفادى مشاغبة الحيوان والرفق به ورحمته كإطعامه أو تركه فى حاله. غلظة القلوب أيضا نراها فى تعامل أصحاب الكارو مع الحمير والخيول التى تجر عرباتهم. وفى مرحلة سابقة أوقفت إحدى الدول تصدير الأبقار إلينا حين راعها طريقة التعامل معها فى المجازر حيث كان يتم تكسير أرجلها حتى لا تجرى ثم يتم ذبحها! فى أى شريعة يكون ذلك؟ مشكلة الحيوانات الضالة تؤرقنا وتعاملنا مع الحيوان عموما لا يكون بالأذى أو تجاهل إيجاد حلول رحيمة. علينا أن ننتبه لأهمية دور المنزل والمدرسة ودور العبادة فى حمل رسالة الرفق فى التعامل مع مخلوقات الله، ونشر روح الرحمة. وارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء بدلا من الاستسلام لثقافة الأذى. لمزيد من مقالات إيناس نور