شاعر العامية الراقية السكندرى على مهدى وشاعر قصيدة الفصحى إبراهيم عيسى رحلا مبكرا بعد أن تركا لنا روائعهما الشعرية الغنائية التى تغنى بها نجوم الغناء فى مصر والوطن العربى ولو امتد بهما العمر لقدما لنا المزيد والمزيد من هذه الابداعات تتناقلها الأجيال وتعيش فى ضمير الأمة لعشرات السنين وقد لعب الحظ معهما عندما لقيت أشعارهما استحسانا كبيرا لدى الموسيقار الكبير رياض السنباطى لتغنيها الفنانة وردة التى يرى السنباطى أنها أقرب الأصوات لقلبه وعقله بعد سيدة الغناء العربى أم كلثوم رغم وجود مطربات كبيرات على الساحتين المصرية والعربية كان السنباطى قد استمع إلى وردة وأشاد بصوتها فى أغنية «شوية صبر» التى كتبها يوسف الجندى ولحنها حلمى بكر، لتقع فى يد السنباطى إحدى أغانى على مهدي اختارها من بين خمس عشرة أغنية وافقت عليها لجنة النصوص فى الإذاعة وكان النظام المتبع فى الإذاعة عدم ذكر اسم المؤلف عندما تعرض الأغانى على اللجنة المختصة حتى لا تحدث مجاملة لشاعر على حساب شاعر آخر وعندما علم السنباطى بالمؤلف اتصل به وأثنى على كلماته «لعبة الأيام» ويقول مطلعها «تتضحك لك الأيام تهجر وتنسانى.. تغدر بك الأيام ترجع من تانى.. بتغيرك أيام وتبدلك أيام وتجينى تلاقينى مع الماضى مع الذكرى مع الأيام عشان قلبى أنا أوفى من الأيام يا لعبة الأيام» وعلى مهدى بالمناسبة هو صاحب أغنية «فوق الشوك» التى غناها عبدالحليم فى بداية مرحلة شهرته الأولى وحققت نجاحا كبيرا وفتحت له أبواب النجاح على المستوى العربى التى أعاد عبدالحليم توزيعها من جديد بعد سنوات طويلة من ظهور الآلات الحديثة «فوق الشوك مشانى زمانى قال لى تعالى نروح للحب.. بعد سنين قاللى ارجع تانى.. هتعيش فيه مجروح القلب.. اللى مشيته رجعت أمشيه.. واللى قاسيته رجعت أقاسيه فوق الشوك»، وإذا كانت البداية مع وردة والسنباطى هى لعبة الأيام للشاعر السكندرى على مهدى فشاءت الظروف بأن يكون آخر ألحانه لها مع قصيدة الفصحى للشاعر إبراهيم عيسى «لا تقل لى ضاع حبى من يدى» وكان أن عرضها الشاعر على السنباطى وأبدت وردة تمسكها بها لتغنيها فى أقرب حفل مذاع على الهواء «لا تدعنى أشتكى طول الطريق ثم أغفو فوق وهم كالحريق كغريق مستجير بغريق.. إن قلبى بعد أن ذاق الرحيق لا يفيق يا حبيبى»، وكان الشاعر يتمنى أن تغنيها أم كلثوم ولكنه الحظ الذى حال دون ذلك. وكانت وردة سببا فى عودة الموسيقار الطويل للتلحين بعد انقطاع ثلاث سنوات حزناً على صديق مشواره عبد الحليم حافظ وذلك بأغنية أصلك تتحب لصاحب هذه السطور، وأكدت وردة أن الموسيقار السنباطى أفضل من يلحن قصيدة الفصحى فى هذا الزمان. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى