فى 2017، شهدت أمريكا أعنف مسيرات معاصرة لليمين المتطرف، الذى يؤمن بتفوق العرق الأبيض، فى مدينة تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية، والطريف أن المتظاهرين هتفوا بشعارات يعود تاريخها لألمانيا النازية مثل «اليهود لن يحلوا مكاننا» و«التربة والدماء». وهو ما يؤكد أن الإرهاب الأبيض إرث غربي، فعلى الرغم من نجاح الحرب الأهلية الأمريكية فى إخفاء ملاحمه إلا أن البند الأول من الدستور الأمريكى لازال ينص على أن العبد يمثل ثلاثة أخماس مواطن. وهو ما يؤكد أن أمريكا قامت على أساس فوقية بيض. وبعودة جماعات متطرفة مثل كلوكلاكس كلان فى بداية القرن العشرين، عاد الإرهاب الأبيض للحياة. واكتسب زخما فى الأعوام الأخيرة مع صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسلطة. وصاحبه صعود تيار اليمين المتطرف فى أوروبا ليصل إلى السلطة فى بعض الدول مثل إيطاليا والنمسا وغيرهما، ويهدد بالسيطرة على البرلمان الأوروبى مدفوعا برفض تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط. ومن أمريكا إلى نيوزيلندا مرورا بأوروبا، وصف الصحفى الأمريكى وجاهت على الإرهاب اليمينى ب«داعش البيضاء»، حيث يتمتع إرهابيو الطرفين بصفات مشتركة تجعلهم فريسة سهلة للتطرف بكافة أشكاله. ووفقا لإحصاءات أجرتها مراكز دراسات أمريكية، فإن نحو 78% من العمليات الإرهابية فى 2018 نفذها متطرفون يؤمنون بتفوق العرق الأبيض، فى مقابل 2% يتحمل مسئوليتها عناصر إرهابية إسلامية. فى حين شهد عام 2017 نحو 950 اعتداء إرهابيا استهدفت المساجد والمسلمين فى ألمانيا. والطريف أن الدراسة تؤكد أنه بالرغم من تصاعد إرهاب اليمين المتطرف، إلا أنه يحظى بتغطية إعلامية أقل بنسبة 375% عن أى اعتداءات إرهابية أخرى. فى هذا الملف سنسعى لتوضيح بعض جوانب إرهاب اليمين المتطرف ودور وسائل التواصل الاجتماعى فى انتشاره وتجنيد عناصره.
- الإرهاب الأبيض والأرض الخراب http://www.ahram.org.eg/NewsQ/701235.aspx
- الإنترنت و«شرعنة» التطرف http://www.ahram.org.eg/NewsQ/701234.aspx
- جرائم العنصرية تؤرق الدول «السعيدة» http://www.ahram.org.eg/NewsQ/701233.aspx
- الذئب المنفرد.. من قريب http://www.ahram.org.eg/NewsQ/701232.aspx
- «القوميون البيض» يلهبون الإسلاموفوبيا فى الغرب http://www.ahram.org.eg/NewsQ/701231.aspx