الشعر حروف تسبح في سماء الثقافة بين الخيال والواقع تعشق التحرر والتقدير والحب كالمرأة التى نسج تفاصيلها نزار وتوجها بحروف تعزف للجمال جمالاً.. عزيزى القارئ أنت مدعو معى خلال الأسطر القليلة القادمة للغوص داخل يوم جمع بين حنان المرأة وأمومتها وحروف الشعر وميلاد الشاعر. يحمل شهر مارس بين أيامه الكثير من المناسبات للاحتفال بالمرأة، لكن ليوم 21 مذاق خاص، ليس لكل أم مصرية فحسب؛ بل لكل زهرة داخل البستان، امرأة أو طفلة خلق الله بداخلها الحنان المُشبع بغريزة الأمومة، كل عام وأنا وأنتِ وأمهاتنا وبناتنا حياة لا تعرف للحب الممزوج بالقوة بديل. فنحن زهور حياة الأوطان القوية الحاضنة للأبناء والرجال والأفكار والعزيمة.. نحن الحياة التي تُبدع حروف الشعر في كل حين بغزلها؛ دائماً كنتُ أُحدث نفسي ربما جاء احتفال العالم أجمع باليوم العالمي للشعر بعد أن أعلنته منظمة اليونسكو عام 1999 في نفس يوم عيد الأم، ليس لتعزيز وقراءة وكتابة ونشر الشعر كما يقولون فحسب، بل تقديرا لكل أم وامرأة مصرية. كنت أتحدث ذات يوم مع الشاعر الكبير حسن طلب، الذي فاجأني بسؤاله قائلاً: "ما قيمة أن نحتفل كل عام بيوم عيد الأم أو الطفل أو حتى اليوم العالمى للشعر؟!"، ثم صمت لوهلة وقال: "هذا اليوم للتذكير بقيمة ما نملك حتى نصونه ونحتفل به طوال العام، لو لم نُدرك هذا فما هي قيمة وجود هذا اليوم؟!". دعونا نغوص أكثر داخل تفاصيل هذا اليوم، لنجد أن 21 مارس أيضا هو ميلاد الشاعر الكبير نزار قباني شاعر الحب والمرأة؛ يُقال إن انتحار شقيقته وصال بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه ترك في نفس نزار الكثير وساعده في صياغة فلسفته العشقيّة لاحقًا ومفهومه عن صراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها. ربما لا أحد يدري، كل ما أُدركه وأتذكره أن غدا الموافق 21 مارس هو يوم الشعر الذي احتضن ميلاد شاعر كنزار، الذي أبدع بحروفه عشق المرأة ووصفها ورثائها فكان للمرأة نزار.. كل عيد أم وميلاد شاعر وحروف شعر ونحن نُدرك قيمة ما نملك حتى نستطيع أن نقول: "كل عام ونحن بخير". [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل