باق من الزمن 17 يوما فقط على الموعد النهائى المحدد لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبى البريكست .. وحتى الآن لا أحد يعلم أو حتى يمكنه التنبؤ عما إذا كان هذا الخروج سيتم بعد التوصل لاتفاق وصيغة خروج آمن .. أم أنه سيتم دون الوصول إلى اتفاق محدد .. أم سيتم تأجيله فى حالة عدم التوصل لاتفاق!! والمؤكد أن هناك حالة قلق شديد وتوتر بالغ لا تجتاح بريطانيا وحدها ولكنها تشمل معظم البلدان الأوربية خاصة تلك التى تعتبر نفسها فى مركز القيادة بالقارة وفى مقدمتها فرنسا وألمانيا . ففى لندن وصف كل من وزراء الأعمال جريج كلارك, والمعاشات آمبر رود, والعدل ديفيد جاوك البريطانيين خروج بلدهم من الإتحاد بدون اتفاق ب الخيار الكارثى الذى يجب أن يتصدى له البرلمان لأنه سيدمر الاقتصاد على المدى القريب والبعيد وسيحبط الرغبة فى الاستثمار داخل البلاد مؤكدين أنهم سيؤيدون تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى حالة عدم التوصل لاتفاق . وفى باريس انتقد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الانفصال البريطاني، معتبرا إياه كذبة غير مسئولة، وأكبر أزمة تواجهها أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقال فى خطاب وجهه إلى دول الاتحاد الأوروبى ال 28 عبر 22 لغة مختلفة إن البريكست جرى الترويج له عبر بعض الساخطين والأخبار المضللة وأن ذلك ينذر بتدمير الإتحاد الأوروبى مطالباً قادة الاتحاد بتبنى بعض الإصلاحات لتوفير التقدم والحماية والحرية لأبناء القارة ووقايتهم من القوميين الذين يعملون على تأجيج غضب الشعوب . أما رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك فقد وصف البريطانيين الذين دعوا للخروج من الاتحاد دون أن يكون لديهم خطة لتنفيذ ذلك بأنهم يستحقون الجحيم ،الأمر الذى أشعل غضب البريطانيين المناهضين للاتحاد ووصفه أحدهم بأنه متنمر متعجرف!! إنها حالة من التوتر والانقسام الأوروبى التى لم نشهد لها مثيل.. ولحظات تحول تاريخية صعبة وخطيرة .. ربما سنشهد تداعياتها السلبية خلال فترة زمنية ليست بالطويلة على الإتحاد الذى كان يوماً ما نموذجاً ودليلا. لمزيد من مقالات مسعود الحناوى