منذ أكثر من 3500 عام ادعى زرادشت الإيراني الأصل أن "فوهو مانو" كبير الملائكة عرج به على ظهر جمل طائر للقاء الإله الواحد أهورامزدا في السماء السابعة وتكليفه بالنبوة وبالتشريعات وبالحدود والطقوس التعبدية وكان أول من صدقه زوجته وابن عمه. وتعتقد الديانة الزرادشتية في وجود ملائكة لله نورانيين وخالدين يثنون عليهم، وفي نصوص الأفيستا يرون أن الله نور لا مثيل له، وهو الكمال المطلق، محرك الأشياء جميعا، ليس له بداية ولا نهاية، محجوب، واحد لا شريك له، لم يلد ولم يولد، لا ينام، لا يجسد على هيئة مادية وله أسماء عديدة. وتهتم الديانة الزرادشتية بضرورة أداء خمس صلوات يوميا من خلال ترديد الأدعية وذلك بالتوجه نحو الشمس أو القمر (مصدر الضوء قبلتهم) قبل الفجر وفي الظهيرة وقبل غروب الشمس وعند الغروب وفي الليل بعد التطهر بالماء (الوضوء) والريح يبطل الصلاة سواء من الدبر أو الفم وتعتبر الزرادشتية أن كل إفرازات الإنسان عبارة عن أمور ميتة يدخل بها الشيطان ولذلك البول والغائط يبطلان الصلاة ويلاحظ أن الوضوء في الحضارة السومرية القديمة يكون كذلك لطرد الشياطين، ولا يخلو المعبد الزرادشتي من الماء والنار، فالنار تعد الوسط الذي يزود الإنسان بالحكمة والماء يعتبر مصدر هذه الحكمة، والفلسفة الزرادشتية ترتكز على رؤية "أن الخير لا يظهر إلا بالشر والنور لا يظهر إلا بالظلام؛ ولذا خلق الله الخير والشر لأن بالتضاد تنسجم الحركة في الوجود وتتكامل عناصر الحياة". وفي الديانة الزرادشتية القديمة، حد السرقة قطع اليد وحد الزنا القتل وحد الردة القتل أيضا، وتتمسك الزرادشتية بدفع الزكاة وبانتظار المخلص العادل (المهدي المنتظر) في نهاية الزمان، وتعتقد بعذاب ونعيم القبر، وعودة الأرواح للأجساد، والحساب بعد المرور فوق الصراط الممدود فوق نار، كما تعتقد بوجود حوريات في الجنة، أما الجحيم في الديانة الزرادشتية هو منطقة باردة فيها أنواع من الحيوانات المتوحشة التي سوف تعاقب المذنبين والأشرار بما اقترفت أيديهم من آثام وشرور في الدنيا. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي