قبل أن تهدأ العاصفة وتتوارى كارثة قطار محطة مصر، يطلق أهالى الاسكندرية وزوارها صرخة مدوية بسبب واقع أليم يعيشونه يوميا في محطة قطار الاسكندرية او «محطة مصر» كما اعتاد المواطنون ان يطلقوا عليها، هذا المبنى الذى يعد بوابة الاسكندرية وواجهتها ويعتبر من اروع مبانى هيئة السكك الحديدية فهو سجل لتاريخ الاحداث السياسية والتاريخية لمصر بصفة عامة وللاسكندرية بصفة خاصة، ولكن على الجانب الآخر فإن ما يحدث داخل وخارج المحطة يعتبر مهزلة، فمن يسوقه حظه العاثر لاستقلال القطار او النزول منه بمحطة مصر يشاهد مفردات جريمة فى حق هذا المرفق المهم والحيوي. فيقول ممدوح عبد النعيم حامد موظف أنا يوميا استقل القطار من محطة مصر حتى محطة فيكتوريا واصبحت رحلتى مع القطار مأساة، فالقطار غير صالح آدميا فالروائح الكريهة تفوح من معظم القطارات بل اصبحت مرتعاً للحشرات الزاحفة والطائرة هذا بخلاف الكراسى المتهالكة، ومن يريد الشكوى لايجد من يستمع اليه، ففى داخل المحطة لا نعرف من العاملين بها ومن المترددين وذلك بسبب الاعداد الغفيرة على الارصفة التى يتخذها عدد كبير من المتسولين واطفال الشوارع مأوى لهم فى مشهد محزن للغاية. ويؤكد مصطفى نور الدين أن الارصفة التى ترسو عليها القطارات تعانى التكسير والحفر التى تتحول الى برك للمياه ينتج عنها روائح كريهة تزكم الانوف هذا علاوة على كم من المخلفات بين القضبان وحتى الوصول الى محطة قطار سيدى جابر، ومن المشاهد المرفوضة أكشاك بيع الماكولات والمشروبات فهى تخاصم الذوق والجمال ولا تخضع للرقابة الصحية، ويستطرد بقوله: هل يعقل ان تعانى محطة قطار من غياب تام للامن؟ فنحن المواطنين لانرى سوى عمال الخدمات فقط على ارصفة المحطة، فأين المسئولون؟ وأين رجال الأمن؟، هذا بالإضافة إلى البوابة الالكترونية، حيث أصبحت قطعة ديكور فقط والقائم على مراقبتها مشغول دائما إما بالحديث مع زملائه أو التحدث فى التليفون المحمول. وبصوت غاضب يقول عماد محفوظ محاسب إن الكارثة عادة ماتكون فى ارواح وممتلكات ولكن هنا فى الاسكندرية وتحديدا فى محطة قطار الاسكندرية كارثة تهدد حياة المواطنين فعندما يتخطى الراكب مبنى المحطة وتطا قدمه فناء المحطة الخارجى تكون الصدمة بان رحلة الخروج من المحطة معاناة بل ماساة للمواطنين المترددين على المحطة حيث كانت تضم كماً من الارصفة المتهالكة المتكسرة والأسوا انها مرتفعة للغاية ويصعب تسلقها حتى اصبح من يسير على تلك الارصفة يشبه لاعب الاكروبات، وقد تم هدمها منذ عدة أسابيع ليصبح فناء المحطة الخارجى مليئا بمخلفات الطوب والرمال والزلط فتحولت الى شونة للأخشاب المتهالكة والمعدات المبعثرة فى ارجاء الساحة. ويشير بقوله لقد صرح أحد المسئولين بهيئة السكك الحديدية منذ 4 سنوات تقريبا بان هناك مشروعاً لتطوير وتجميل المحطة من الداخل والخارج تقوم به الهيئة بالتعاون مع هيئة التنسيق الحضارى قد بداً عام 2015 وينتهى بعد عامين وهذا يعنى ان المشروع لابد ان يكون تم الانتهاء منه منذ عامين ولكن للأسف حتى الآن لم يتم سوى تكسير الارصفة وتحويل الساحة الخارجية للمحطة الى خرابة، والاهم ان تصريح المسئول تضمن التكلفة الفعلية للمشروع والتى تبلغ 140 مليون جنيه، ويتساءل بصوت عال، أين انفقت تلك الاموال الطائلة؟ بينما يقول اسامة عبد الظاهر الريدى موظف على المعاش إنه لم تقتصر مهزلة محطة قطار الاسكندرية على يحدث بالداخل فقط، بل ما يحدث خارجها حدث ولا حرج فقد تحول الرصيف العريض امام بوابة المحطة الى سوق عشوائية من الباعة الجائلين والمطاعم العشوائية وسط الرصيف، وقد تفتقت اذهان البعض فى استغلال الاشجار امام بوابة المحطة فى تحويلها لفترينات لعرض الملابس بكل انواعها، بل وصل الامر الى تحويل جزء من الرصيف الى جراج لوقوف ومبيت السيارات. ما سبق يكشف واقع الحياة المؤسفة بمحطة الإسكندرية، وكما يؤكد محمد الكورانى عضو مجلس النواب ولجنة النقل والمواصلات بالمجلس أن الارهاب والاهمال وجهان لعملة واحدة وما يحدث فى محطة قطار الاسكندرية مرفوض يجب عدم السكوت عليه، فاخطبوط الاهمال يجتاح المحطة بالداخل والخارج والارصفة متهالكة، كما أن معظم عربات معظم القطارات التى تخرج منها روائح كريهة بسبب الاهمال فى صيانتها ونظافتها، وكذلك الوضع خارج المحطة وتحديدا فى الساحة الخارجية التى تشهد الاهمال فى أبلغ صورة رغم الاعلان عن مشروع تطوير المحطة منذ عدة سنوات ولم يتم الانتهاء منه الى الآن، مما دفعنى لتقديم طلب احاطة لوزير النقل منذ اسبوعين حول اسباب التأخير فى اتمام المشروع، حيث إن العمل على تطويرها يتعدى عامه السابع ولم يناقش حتى الآن انتظارا لدوره فى جدول الاعمال بالمجلس.