«قام الملك فاروق بتلبية دعوة شعبان بك أبوشبانة بأداء صلاة الجمعة بمسجد «أبوشبانة» بمنطقة باكوس بالإسكندرية، وعقب الصلاة توجه الملك لزيارة خطيبته صافيناز التي أصبحت فيما بعد الملكة فريدة.. زوجته» .. الخبر صحيح ولكنه يعود إلي عام 1937 ، عندما تولي الملك فاروق حكم مصر، ومنذ ذلك الحين أصبحت منطقة باكوس من أشهر المناطق علي مر السنين. عن هذه المنطقة التي مازالت تحتفظ بأشهر سماتها، يقول أحمد عبد الفتاح الخبير الأثري وأحد أحفاد شعبان بك أبو شبانه: سميت المنطقة باكوس نسبة إلي شارل «بوخوص» وهي تحرير لكلمة باكوس «إله الخمر» عند الرومان. ومن الطريف أن أهالي الإسكندرية نطقوها بنفس أسلوب الرومان.. وقد قام جدي شعبان بك أبو شبانه بشراء أملاك شارل باخوص، كما قام ببناء مسجد وأنشأ سوق باكوس الشهيرة علي الطراز الأوروبي فكان قبلة لعلية القوم لشراء احتياجاتهم. محطة الترام في باكوس قديما وأضاف عبد الفتاح: في لافتة كريمة وجريئة، قام شعبان بك أبو شبانة بتوجيه دعوة للملك فاروق عقب توليه الحكم من أجل أداء صلاة الجمعة بالمسجد، ولم يكن يتوقع الموافقة الملكية بهذه السرعة، ومنذ ذلك الوقت أطلقت علي المنطقة صفات عديدة، أهمها منطقة الفن والثقافة، حيث كانت تضم بين جنباتها استديو «توجو مزراحي»، الأشهر في ذلك الوقت وكان يتردد عليه كبار الفنانين والكتاب. ومن أهم معالم باكوس محطة الترام التي يطلق عليها «أبو شبانة»، والتي تتميز بطبيعة تراثية وتعد مركزا لتوزيع الصحف والمجلات العريقة علي رصيف المحطة مباشرة، وتلعب دورا ثقافيا، كما تضم المحطة التاريخية أجمل وأشهر المقاهي وكل منها يلخص تاريخ أجيال بأكملها، وتعد سجلا لمشاهير ونجوم المجتمع، فالمقهي الغربي شاهد علي جلسات الكاتب الكبير الراحل أحمد رجب والامير عمر طوسون والمخرج توجو مزراحي وكذلك الفنان أنور وجدي، وأيضا حافظ عبد الوهاب مؤسس إذاعة الإسكندرية، أما المقهي الشرقي فقد شهد اجتماعات الأمير عباس حليم الذي كان يقطن بالمنطقة. محطة باكوس حاليا - تصوير: إبراهيم محمود ويقول محمد أبو شبانة إنه من ضمن منشآت المحطة الشهيرة، أقدم معرض للساعات، الذي يعد متحفا لجميع الماركات العالمية، كما أن بها مكتبا للبريد المصري أداره فيما بعد والد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولكن للأسف تم إغلاقه.