تولت مصر قيادة الاتحاد الإفريقى رسميا. وكان مجهود مصر واضحا منذ سنوات سابقة من أجل تدعيم وتعزيز أسس المشروع الإفريقى القارى، الذى بدأ منذ مرحلة ما قبل إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963. وقد تم إعلان أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، والتى جاءت كما يلى: 1 التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال العمل على توفير فرص عمل للشباب الإفريقى وتطوير منظومتيّ التصنيع والزراعة فى القارة لتحقيق الأمن الغذائى. 2 تعزيز التعاون بين الاتحاد الإفريقى وشركاء التنمية والسلام الدوليين والإقليميين والمحليين. 3 التكامل الاقتصادى والاندماج الإفريقى؛ من خلال الإسراع بدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ والعمل على دعم تنفيذ مشروعات البنية التحتية فى القارة. 4 تعزيز الإصلاحات المؤسسية والمالية للاتحاد الإفريقى. 5 تحقيق السلم والأمن الإفريقيين، من خلال دفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها، وإصلاح مجلس السلم والأمن الإفريقى وتعزيز التعاون لدحر الإرهاب، وتأسيس مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات بمصر فى عام 2019. وأخيرا، مد جسور التواصل الثقافى والحضارى بين الشعوب الإفريقية. وكما هو واضح فإن أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، التى أعلنتها مصر تمثل، إن تم تنفيذها، تحولا مؤثرا وفعالا ومفصليا فى مسيرة القارة الإفريقية وجهود الاتحاد بين دولها. لقد كانت لمصر الريادة فى كافة المجالات، التى تتولى المسئولية فيها، وخاصة ما يتعلق منها بالقارة الإفريقية، فمصر منذ الخمسينيات كانت رأس الحربة الموجة إلى الاستعمار فى أنحاء القارة، وكان دعمها اللامحدود لحركات التحرير الإفريقية خير دليل. وفى مرحلة تشكيل المجتمع الدولى فى الخمسينيات وقفت مصر فى باندونج متحدثة بلسان إفريقيا والعرب، وكافة قوى العالم الثالث الراغبة فى التحرر من الاستعمار القديم وهو ما برز عبر دور مصر فى حركة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية ورعايتها سلسلة مؤتمرات "شعوب إفريقيا" (1958 1961) ثم تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، وعندما حانت لحظة الكفاح، لم تتوانَ مصر عن التدخل بكل السبل لإنقاذ حرية الكثير من الدول الإفريقية. وكانت مصر دوما حتى فى ساعاتها الصعبة صوتا قويا ممثلا وداعما لحقوق شعوب قارتها الإفريقية. واليوم، جاءت فرصة مصر ودورها للنهوض بإفريقيا فى لحظة فارقة من تاريخ القارة والعالم. لقد أصبح "الاستعمار" مختلفا وكذلك أصبحت سبل مواجهته؛ والتنمية والنمو ومكافحة الإرهاب أصبحت أهدافا لإفريقيا ومصر، وحان الوقت لأن تحرز مصر أهدافها. لمزيد من مقالات طارق الشيخ