بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    وزير الصحة: 5600 مولود يوميًا ونحو 4 مواليد كل دقيقة في مصر    أول تعليق من بايدن على قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال القادة الإسرائيليين    مراقبون: قرار مدعي "الجنائية الدولية" يشكك في استقلالية المحكمة بالمساواة بين الضحية والجلاد    إبراهيم عيسى: حادثة تحطم طائرة الرئيس الايراني يفتح الباب أمام أسئلة كثيرة    المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفًا حيويًا في "أم الرشراش"    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    المجلس الدولي لحقوق الإنسان: نتنياهو لن يستطيع الخروج من إسرائيل    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    حسين لبيب: زيزو سيجدد عقده وصبحى وعواد مستمران مع الزمالك    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء في الدوري المصري    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    بعد الفوز بالكونفدرالية.. لاعب الزمالك يتحدث عن أداء وسام أبو علي مع الأهلي    رئيس نهضة بركان: ما يحزنني هو تعامل مسؤولي الزمالك.. وظلمنا الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء    حريق يلتهم شقة سكنية في طنطا (صور)    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    قتلها وحرق الجثة.. ضبط قاتل عروس المنيا بعد خطوبتها ب "أسبوعين"    كيفية الاستفادة من شات جي بي تي في الحياة اليومية    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    حدث بالفن| حادث عباس أبوالحسن وحالة جلال الزكي وأزمة نانسي عجرم    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    وزير الصحة يكشف مفاجأة عن مصير الكوادر الطبية بالمستشفيات الحكومية (فيديو)    طريقة عمل ماربل كيك بالفول السوداني، فاخرة ومذاقها لا يقاوم    باتباع نظام غذائي متوازن، إنقاص الوزن الزائد بدون ريجيم    «تنظيم الاتصالات» يتعاون مع «MCS» لتبادل الخبرات العالمية ونقل التقنيات الحديثة لمصر    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    ضحية جديدة لأحد سائقي النقل الذكي.. ماذا حدث في الهرم؟    حقيقة ما تم تداوله على "الفيس بوك" بتعدي شخص على آخر وسرقة هاتفه المحمول بالقاهرة    جهاز تنمية القاهرة الجديدة يؤكد متابعة منظومة النقل الداخلي للحد من التكدس    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    بعد تعاقده على «الإسترليني».. نشاط مكثف للفنان محمد هنيدي في السينما    مشيرة خطاب تشارك مهرجان إيزيس في رصد تجارب المبدعات تحت القصف    أفلام صيف 2024..عرض خاص لأبطال بنقدر ظروفك الليلة    المجلس التصديري للملابس الجاهزة: نستهدف 6 مليارات دولار خلال عامين    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    لميس الحديدي تعلق على طلب اعتقال نتنياهو وقادة حماس : مساواة بين الضحية والجلاد    خفض الفائدة.. خبير اقتصادي يكشف توقعاته لاجتماع البنك المركزي    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    غادة عبدالرازق أرملة وموظفة في بنك.. كواليس وقصة وموعد عرض فيلم تاني تاني    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    «حماني من إصابة قوية».. دونجا يوجه رسالة شكر ل لاعب نهضة بركان    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    متى تنتهي الموجة الحارة؟ الأرصاد الجوية تُجيب وتكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء    على باب الوزير    شارك صحافة من وإلى المواطن    "عبد الغفار": 69 مليون مواطن تحت مظلة منظومة التأمين الصحي    أزمة الطلاب المصريين في قرغيزستان.. وزيرة الهجرة توضح التطورات وآخر المستجدات    بشرى سارة.. وظائف خالية بهيئة مواني البحر الأحمر    المصريين الأحرار بالسويس يعقد اجتماعاً لمناقشة خطة العمل للمرحلة القادمة    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تتسلم قيادة القارة السمراء

نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادة مصر لأحضان القارة السمراء، بعد سنوات من الجفاء، حيث تسلمت مصر رسميًا رئاسة الاتحاد الإفريقى، ما يعكس ثقة أبناء وقادة وزعماء إفريقيا فى نجاح مصر على وضع القارة على أجندة العالم، حيث ستعمل مصر خلال رئاستها للاتحاد على دعم مسيرة التنمية فى القارة، علاوة على الحد من مشكلات الفقر والهجرة والحروب والصراعات الداخلية، والعمل على بناء وحدة إفريقية مشتركة تخدم جميع بلدان القارة السمراء.
السيسى لقادة وزعماء القارة: مصر ستعمل على مواصلة الإصلاح المؤسسى والهيكلى والمالى للاتحاد الإفريقى
كتب_أحمد إمبابى وأحمد قنديل

تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى من نظيره الرواندى بول كاجامى وسط عاصفة من التصفيق من جانب القادة الأفارقة.
وفى بداية كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقي، أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن امتنانه وتقديره لرئيس الوزراء أبيى أحمد، وشعب إثيوبيا الشقيق على ما لمسه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال،مضيفا: «كما أتقدم بالشكر إلى الرئيس بول كاجامى على ما بذله من جهود صادقة لدفع العمل الإفريقى المُشترك وعلى جهده الدءوب خلال توليه رئاسة الاتحاد الإفريقي، وما تحقق بالتبعية من تقدم ملحوظ على صعيد إصلاح الاتحاد الإفريقي، بما يجعله أكثر قدرة على إنجاز المسئوليات المهمة الموكلة إليه فى ظل أوضاع إقليمية ودولية دقيقة تتشابك فيها التحديات والمخاطر التى تجابه المصالح الإفريقية، وأؤكد أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق الذى بدأناه سويًا للإصلاح المؤسسى والهيكلى والمالى للاتحاد، واستكمال ما تحقق من إنجازات، ترسيخًا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية، وسعيًا نحو تطوير أدوات وقُدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال الشعوب الإفريقية».
كما أعربُ الرئيس عن خالص تهانيه إلى الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، بمناسبة اختياره لتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى عام 2020، موضحًا: «كلى إيمان أن تعاوننا كرئاسة الاتحاد سيدعم الاستمرارية والمؤسسية فى إطار العمل الإفريقى المُشترك، ويُعزز من تضامننا الإفريقي».
واستطرد:» يُسعدنى كذلك أن أُرحب بالقادة الأفارقة الذين يترأسون وفود بلادهم للمرة الأولى باجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي، مُهنئًا إياهم بثقة شعوبهم، ومتمنيًا لهم خالص التوفيق والسداد فى مهامهم، ومُتطلعًا للتعاون معهم لتعزيز العمل الإفريقى المُشترك».
تنسيق العمل الإفريقى
وأضاف الرئيس: «أود أن أتوجه بالشكر لأصحاب الجلالة والفخامة والمعالى على الشرف الرفيع والثقة الغالية التى أوليتموها إلى مصر لقيادة دفة الاتحاد الإفريقى خلال عام 2019، الذى يمثل قمة العمل الإفريقى المشترك، والذى تجلى فى أبهى صوره فى ثورات التحرر الوطنى فى إفريقيا منذ خمسينيات القرن الماضى، حين عكفت مصر على تصدر الكفاح السياسى ضد الاستعمار كمحور مهم فى سياستها الخارجية آنذاك، وكانت القاهرة وجهةً أساسيةً لكل الحركات الإفريقية الساعية للاستقلال والتحرر الوطنى من الاستعمار، وها أنا أقف أمامكم اليوم، واعيًا لحجم المسئولية الكبيرة التى عهدتم بها إلى مصر لتنسيق العمل الإفريقى المُشترك فى ظرف دولى وقارى دقيق، تعصف به نزعات التطرف وموجات الإرهاب، وتتزايد فيه التحديات التى تواجه مفهوم الدولة الوطنية، فى وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوب».
وأوضح: «ليس هناك ما يبعث على التفاؤل مثل اجتماعنا معًا للتدبر والتداول فى شئون قارتنا المجيدة، وتنسيق خطانا على طريق المسيرة الواحدة من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا, وهو الهدف الذى نكرس له كل عملنا وجهدنا، لقد مضى أكثر من نصف قرنٍ على اجتماع الآباء المؤسسين الذين أرسوا سويًا لبنة الوحدة الإفريقية هنا بأديس أبابا فى مايو 1963، يومها قال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر» ليكن ميثاقًا لكل إفريقيا، ولتُعقد اجتماعات على كل المُستويات الرسمية والشعبية ولنبدأ طريقنا فى التعاون الاقتصادى نحو سوق إفريقية مُشتركة»، كلمات مضى عليها أكثر من نصف قرن ولكن لا يزال صداها ماثلاً أمامنا، ومُنذ تلك اللحظة التاريخية وحتى الآن استطاعت إفريقيا أن تقطع شوطًا طويلًا، واستطعنا تحقيق الكثير من الأحلام، وتغلبنا على العديد من العقبات وواجهنا ما استجد من تحديات، تخلصنا من الاستعمار وإن بقيت آثاره ورواسبه، وما زلنا نعمل جاهدين على ترسيخ مقومات السلام والأمن والاستقرار، وعلى تحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج القارى لدولنا وشعوبنا، سعيًا نحو بناء الإنسان الإفريقي، كما ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الفهم المشترك والاحترام المتبادل بيننا جميعًا هو أعظم قوة دافعة نمنحها للاتحاد الإفريقى، وأنه بتعميق إرادتنا المتحدة يستطيع عملنا المشترك أن ينطلق نحو كل الآفاق التى نستهدفها ونتطلع إليها، وكما قال الزعيم الغانى الراحل كوامى نكروما: «فى انقسامنا ضعف، وفى اتحادنا يمكن لإفريقيا أن تصبح واحدة من أعظم القوى فى العالم».
التحديات المشتركة
وتابع: «أود فى هذا المقام تأكيد أهمية ترسيخ مبدأ «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية»، فهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المُشتركة التى تواجهنا، فإفريقيا أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم أقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجى والسقوط فى براثن الأنماط المبتكرة والمُعاصرة من الاستغلال، تلك الأنماط المعاصرة التى لا تلائم واقعها، وبالرغم من جهودنا الحثيثة للسيطرة على النزاعات بالقارة ومحاصرتها، وخطتنا الطموحة لإسكات البنادق فى كل أرجاء القارة بحلول عام 2020، فلا يخفى عليكم أن الطريق أمامنا لا يزال طويلًا لإنهاء الاقتتال فى إفريقيا، وعلينا أن نستمر فى السعى سويًا لطى تلك الصفحة الأليمة من تاريخ النزاعات فى إفريقيا، والتى نالت من آمال التنمية بالقارة».
وأضاف السيسى: «كما يتعين علينا أن نؤمن بضرورة التحصن بدرع التنمية لمُعالجة جذور الأزمات، ومن هنا أدعوكم أشقائى قادة إفريقيا للعمل معًا على إعادة إحياء وتفعيل سياسة قارتنا الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، ولوضع خطط عمل تنفيذية تُحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس، وتساعد على بناء قُدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها فى حماية أوطانها، وتسهم فى التئام جروح مجتمعاتنا، ونتطلع لإطلاق أنشطة مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، والذى تستضيفه القاهرة، فى أقرب وقت ممكن ليكون بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مُخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعى خصوصية الدولة وتحمى حقها فى ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية، ويستمر العمل على تطوير وتعزيز بنية السلم والأمن الإفريقية بشكل شامل ومُستدام كهدف استراتيجى لقارتنا، وستظل الوساطة والدبلوماسية الوقائية على قمة أولويات الاتحاد الإفريقي، كما سنعكف على تعزيز التنسيق والمواءمة بين آليات السلم والأمن القارية والإقليمية، لتتكامل دون تقاطع، بما يعزز الاستجابة المبكرة والفعالة لمختلف الأزمات».
خطر الإرهاب
وأردف: «ويظل الإرهاب سرطانًا خبيثًا يسعى للتغلغل فى أجساد الأوطان الإفريقية، ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية، ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها، إن مكافحة الإرهاب بشكل شامل تتطلب منا تحديد داعميه ومموليه، ومواجهتهم سويًا فى إطار جماعى وكاشف، ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيدها، تظل هى الطريق الأمثل لاجتثاث جذور الإرهاب والقضاء عليه، ولا يُقلل ذلك من حتمية دحض سموم التطرف التى تُفرز الإرهاب، وضرورة تعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحامية والقوية، إن جسر الهوة بين إرساء السلام والاستقرار وجنى الشعوب لثمار التنمية، يتصدر هموم محافل السلم والأمن الدولية، ويشغل بال القيادات السياسية ويستثير ألمع العقول الدبلوماسية والأمنية والاستراتيجية، وفى هذا الإطار يسعدنى الإعلان عن إطلاق النسخة الأولى من مُنتدى أسوان للسلام والتنمية المُستدامة خلال عام 2019، ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع بها قادة السياسة والفكر والرأى وصناع السلام وشركاء التنمية فى مدينة أسوان جوهرة النيل، لنبحث معًا آفاق الربط بين السلام والتنمية بشكل مُستدام بما يصنع فارقًا ملموسًا فى حياة الشعوب ويبث الأمل فى نفوسهم».
المهاجرون والنازحون
وقال الرئيس: «تعقد قمة الاتحاد الإفريقى تحت عنوان «المهاجرون والعائدون والنازحون، نحو حلول دائمة للنزوح القسرى فى إفريقيا»، وهنا أود أن أؤكد أننا بصدد عرض لأمراض مُتعددة؛ فانتشار النزاعات، ووحشية الإرهاب، وهمجية التطرف، وتغير المناخ وقسوة الفقر وشح المياه وتفشى الجفاف، كلها عوامل تتضافر وتتداخل لتدفع البشر لفراق ديارهم، لاسيما وأن آثار تلك الأزمات تنعكس على إفريقيا بالمقام الأول، حيثُ تصل أعداد اللاجئين إلى نحو 8 ملايين لاجئ 90% منهم لاجئون داخل القارة، كما تصل أعداد النازحين إلى حوالى 18 مليون نازح، وهو ما يحثُنا على تبنى مُقاربة تنموية تشمل مشروعات قارية وإقليمية ضخمة لتوفير أكبر قدرٍ من فرص العمل لمواطنى القارة، واعتماد برامج إعادة إعمار مُستنيرة تُعيد تأهيل المُجتمعات وتهيئ الظروف لعودة النازحين لديارهم، فضلاً عن إرساء خطة تطوير متوسطة الأمد تخلق مناطق اقتصادية مُتكاملة وجاذبة فى أنحاء القارة لتوظيف الأيدى العاملة والعقول الإفريقية وإبقائها فى أحضان قارتها الأم، كما ينبغى فى ذات السياق تكثيف تعاوننا العلمى للاستفادة من قُدرات القارة الطبيعية فى تنويع مصادر الطاقة، من خلال دعم مشاريع الطاقة المُتجددة والنظيفة، بما يُسهم فى تخفيف الآثار البيئية لظاهرة تغير المُناخ التى نشهدها وتتأثر بها حياة شعوبنا، وإذ تلتزم إفريقيا بالعمل على حماية كوكبنا وفقاً لاتفاق باريس للمُناخ، فإنها تدعو دول العالم المُتقدم إلى الالتزام بتعهداتها، لاسيما وأن هذه الدول هى الأكثر تأثيرًا على مُناخ الأرض والأكثر استفادةً من مواردها».
وأكد: «استطاعت إفريقيا تحقيق العديد من المكاسب من خلال تبنيها مواقف مُشتركة وموحدة بالمناقشات والمفاوضات الدولية مُتعددة الأطراف، الأمر الذى يحثنا على ترسيخ التوافق الإفريقى للدفاع عن المصالح الإفريقية، خاصة فيما يتعلق بحق الدولة الأصيل فى امتلاكها لبرامج التنمية، وحق إفريقيا التاريخى فى تمثيل عادل بمجلس الأمن الدولى بما يعكس الموقف الإفريقى الموحد وفقًا لتوافق إيزوِلوينى وإعلان سرت، ويومًا تلو الآخر تستعيد المرأة الإفريقية العظيمة دورها المحورى فى المساهمة فى قيادة قارتنا، وإليها أوجه تحية تقدير وإعزاز، لما تحملته وما زالت من التصدى لويلات الحروب بالصبر، والتغلب على ندرة الموارد بالجهد، إليكن سيدات إفريقيا أقول: إن أمامكن الأُفق مضيئ إلى مُنتهاه، لا يوجد ما يمنعكن من تحقيق آمالكن وترسيخ قيادتكن، فقط عليكن مواصلة الجهد والعمل والتسلح بالعلم والإرادة، وعلينا نحن أن نفتح جميع الأبواب أمام تحقيق آمال وأحلام المرأة الإفريقية».
ووجه الرئيس كلمة إلى الشباب الإفريقى قائلاً: «إلى شباب إفريقيا، قلب القارة النابض وسواعدها الفتية أقول، إننا نبذل الجهود، ونُعد الخطط، آملين أن نترك لكم قارة أقوى مما ورثناها، وأن نفتح لكم آفاقًا أرحب مما وجدنا، وأن نخلق لكم أدوات تمكنكم من قيادة دفة إفريقيا الآمنة القوية، وكونوا على ثقة بأننا نؤمن دائمًا بكم وبأحلامكم، ويبقى عليكم العمل الجاد، فقارتكم تحتاج سواعدكم وكفاحكم، فازرعوا بأراضيكم أغصان غد مشرق قبل أن تندفعوا فى مغامرات للهجرة أقرب للانتحار، وتريثوا قبل الانسياق وراء افتراءات تطرف تسقطكم فى براثن الإرهاب، وإلى شرُكاء إفريقيا بدول العالم أقول: إن الشراكة مع إفريقيا فُرصة حقيقية لتحقيق المصالح المشتركة، واستثمار رابح اقتصاديًا وتنمويًا، إن إفريقيا وهى تحرصُ على تعزيز تكاملها تبقى منفتحة على العالم، وسنسعى لتعميق التعاون مع شركاء القارة الحاليين لاعتماد خطط تنفيذية قابلة للتفعيل تعود على شعوب القارة بنتائج ملموسة، كما سنعكف على توسيع آفاق التعاون الإفريقى مع مُختلف الشركاء الدوليين مُستهدفين بناء القُدرات الإفريقية، ونقل المعرفة، وتحديث منظومة التصنيع القارية، وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمى بإفريقيا».
واستطرد: «ومن هذا المنبر توجه إفريقيا الدعوة إلى مؤسسات القطاع الخاص العالمية والشركات الدولية مُتعددة الجنسيات للاستثمار فى قارتنا، فأسواق إفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مُهيأة وأيادينا ممدودة للتعاون وأراضينا غنية بالفرص والثروات، ولدينا الثروة البشرية، وعزمنا على بناء مُستقبل قارتنا فى شتى المجالات لا يلين، وأُطالب مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بأن تضطلع بدورها فى تمويل التنمية بإفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قُدرات القارة بما يُسهم فى تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وأذكرهم دومًا أن لكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها، وقد آن الأوان لكى تُفكر تلك المؤسسات بشكل مُختلف تجاه إفريقيا، وتقدم شروطًا ومعايير مرنة تسهم فى تحقيق الدول الإفريقية لأحلامها باللحاق بركب التقدُم والتحديث والتنمية المُستدامة».
التنمية الاقتصادية والاجتماعية
وقال الرئيس: «إن نجاحنا فى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية يتوقف إلى حد كبير على قدرتنا على مواجهة هذا التحدى يداً واحدةً، وبالتالى علينا أن نعمل سويًا على تذليل المعوقات التى تواجه تعميق العمل الإفريقى المشترك من خلال التركيز على ثلاثة محاور؛ أولها؛ تعزيز جهود تحقيق التكامل الإقليمى فى إفريقيا وأفضل سبيل لذلك هو تطوير البنية التحتية الإفريقية، من خلال تعظيم المشروعات العابرة للحدود، وتشجيع الاستثمارات فى هذا المجال، لاسيما فى إطار المشروعات المدرجة ضمن أولويات الاتحاد الإفريقى كمشروع ربط القاهرة بريًا ب«كيب تاون»، ومشروع الربط الكهربائى بين الشمال والجنوب، وربط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، وثانى هذه المحاور؛ هو دفع الاندماج القارى عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وهو أحد أهم أولويات الاتحاد الإفريقى بما يسهم فى تخفيض أسعار الكثير من السلع، ويزيد من تنافسية القارة الإفريقية على المستوى العالمى، وبالتالى تحتم علينا الظروف المحيطة تعزيز تعاوننا وتكثيف جهودنا للدفع بدخول الاتفاقية المنشئة للمنطقة إلى حيز النفاذ وتفعيلها فى أقرب وقت ممكن، كما يتعين علينا العمل سويًا على استكمال المنظومة التجارية والاستثمارية والاقتصادية الإفريقية بما يُتيح لنا تحقيق نتائج واقعية تلمسها شعوبنا، ويمثل المحور الثالث والأخير تتويجًا للمحورين السابقين، وهو السعى لتوفير المزيد من فرص العمل للشباب، الأمر الذى يتطلب بشكل رئيسى حشد الاستثمارات الوطنية والدولية وجذب رءوس الأموال وتوطين التكنولوجيا».
حياة أفضل للشعوب
ووجه الرئيس حديثه لرؤساء وقادة القارة المشاركين فى القمة: «إن أنظار القارة تتطلع إلينا وتترقب قراراتنا وأعمالنا بكل اهتمام، وليس أمامنا بديل سوى قبول التحدى وإثبات أن أبناء هذه الأرض المناضلة قادرون على العطاء المستمر من أجل إيجاد عالم أفضل لشعوبنا الإفريقية، ومن ثم فإن العمل الإفريقى المشترك لم يعد اختيارًا أمامنا وإنما أصبح أمرًا حتميًا فى ظل ظرف دولى مليء بالتحديات والصعوبات التى لن تستطيع الدول مواجهاتها فرادى، ومن هنا تبرز أهمية ترجمة أقوالنا وقراراتنا إلى خطوات عملية محددة، بحيث يتأكد للعالم الخارجى أننا نعنى ما نقول، وأن التضامن الإفريقى كيان فاعل يستطيع أن يحرك المواقف ويفرض نفسه على الأحداث، وليس مجرد شعار نظرى، لقد امتلك أسلافنا حكمة الوحدة، ومنهم نستمد الشجاعة، تلك الشجاعة التى قال عنها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، والذى سميت هذه القاعة تيمنًا به، «إنها ليست غياب الخوف، وإنما القدرة على التغلب عليه»، ومن واجبنا أن نجدد العهد على أن نكمل تلك المسيرة بعزم لا يلين وإلهامٍ لا ينضب فى الاستناد طواعيةً وتحمسًا على صخرة التضامن الإفريقى التى طالما عززت إيمان شعوب القارة بأن ترابطها هو السبيل الوحيد لصون حقوقها ومصالحها، تحيا إفريقيا وتحيا شعوبها العظيمة».
لا ضرر ولا ضرار
زعماء مصر وإثيوبيا والسودان يتفقون على عدم الإضرار بمصالح شعوبهم
كتب_أحمد إمبابى وأحمد قنديل

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فى قمة ثلاثية مع كل من الرئيس السودانى عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد وذلك امتداداً للقاءات التى انطلقت بين زعماء الدول الثلاث منذ القمة الإفريقية فى يناير 2018، والتى تهدف بالأساس إلى توفير مظلة سياسية لدعم المفاوضات الفنية حول سد النهضة، والتغلب على أية عراقيل فى هذا الصدد، والعمل على تعزيز التعاون الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى، أن الرئيس أكد فى هذا الصدد أهمية العمل على ضمان اتباع رؤية متوازنة وتعاونية لملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح وأهداف كل دولة من الدول الثلاث، ويحول دون الافتئات على حقوق الأخرى.
وأكد قادة الدول الثلاث خلال القمة الحاجة إلى مشاركتهم لرؤية واحدة إزاء مسألة السد، تقوم على أساس اتفاق إعلان المبادئ الموقع فى الخرطوم، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاث فى إطار المنفعة المشتركة.
وأضاف «راضى»، أن الزعماء الثلاثة اتفقوا على عدم الإضرار بمصالح شعوبهم كأساس تنطلق منه المفاوضات، والعمل المشترك لتحقيق التنمية لشعوب الدول الثلاث، من خلال العمل على التوصل إلى توافق حول جميع المسائل الفنية العالقة، آخذين فى الاعتبار ما يجمع الدول الثلاث من مصير واحد.
كما تطرقت القمة الثلاثية إلى مُجمل أبعاد العلاقات القائمة بين الدول الثلاث، وسبل تعزيز التعاون بينها، مع الاستمرار فى التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
السيسى وقادة إفريقيا يزيحون الستار عن تمثال الإمبراطور هيلاسيلاسى
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى والزعماء المشاركون فى الجلسة الافتتاحية لقمة الاتحاد الأفريقى بأديس أبابا، فى مراسم إزاحة الستار عن تمثال الإمبراطور الإثيوبى الراحل هيلاسيلاسى المقام بمقر الاتحاد لأول مرة، تقديرًا لجهوده فى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية ودعم التعاون والعلاقات بين دول القارة.
وكان الرئيس السيسى يرافقه الرئيس الرواندى بول كاجامى ورئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى فى مقدمة الزعماء الذين توافدوا على مراسم إزاحة الستار.
ويخلد هذا التمثال دور الإمبراطور هيلاسيلاسى فى دعم الوحدة الإفريقية باعتباره من أوائل المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، والتى تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الإفريقى.
..ويتوسط الصورة التذكارية للقمة الإفريقية
توسط الرئيس عبد الفتاح السيسى الصورة التذكارية التى تم التقاطها بعد جلسة العمل المغلقة التى عقدت فى إطار أعمال القمة الإفريقية فى دورتها الثانية والثلاثين.وكان الرئيس السيسى قد وصل إلى مقر الاتحاد الإفريقى للمشاركة فى القمة.
هيئة الاستعلامات تطلق بوابة إلكترونية ب6 لغات للتواصل مع القارة
كتب_ أحمد قنديل
أطلقت الهيئة العامة للاستعلامات، بوابة إلكترونية شاملة تتضمن ستة مواقع على شبكة الإنترنت باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والسواحلية ولغة «الهوسا»، كما يتم الإعداد لإصدار موقع منها باللغة الأمهرية خلال أيام.
وقال ضياء رشوان رئيس الهيئة، خلال قيامه بإطلاق البوابة على الشبكة الدولية صباح أمس، إن هذه البوابة هى أكبر محاولة جادة للتواصل مع الشعوب الإفريقية بلغاتها المحلية، إضافة إلى اللغات الأوروبية المنتشرة فى القارة الإفريقية علاوة على اللغة العربية بالطبع.
وأضاف رشوان، أن هذه البوابة africa.sis.gov.eg هى جزء من نشاط إعلامى واسع تقوم به الهيئة العامة للاستعلامات كهيئة إعلامية مصرية رسمية؛ من أجل تحقيق أهداف الدولة فى تعزيز علاقات مصر مع الشعوب الإفريقية، خاصة مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا أن هذا النشاط الإعلامى تجاه القارة الإفريقية قد بدأ الآن، وسيستمر ويتطور ولن يقتصر على فترة تولى مصر الرئاسة الإفريقية.
وأفاد رئيس هيئة الاستعلامات، بأن البوابة تخاطب الشعب المصرى أولًا؛ لتعريفه بالدول الإفريقية وعلاقات مصر معها، وأخبارها وثقافتها ورموزها وأدبائها واقتصادها، وتاريخها وحضارتها وغير ذلك، كما تخاطب جميع الشعوب الإفريقية بلغات تستطيع قراءتها لكى يجد كل مستخدم للموقع فيها كل أخبار دولته، وتقارير وأخبار عن العلاقات المصرية مع بلاده، وعن العمل الجماعى بين الدول الإفريقية الأخرى طوال العام، كما تتيح كافة هذه الأخبار والتقارير والمعلومات أمام مستخدمى الإنترنت فى أنحاء العالم باللغات الست التى صدر بها.
وأوضح: أنه يوجد بكل نسخة من النسخ الست للبوابة نحو (10) أبواب متماثلة سيتم تحديثها يوميًا، أبرزها باب مصر الذى يعرض معلومات أساسية عن مصر مثل الموقع والمساحة واللغة وعدد السكان والعملة المتداولة والعيد القومى ومعلومات عن العلم والنشيد القومى والعاصمة وأهم المدن وأهم المعالم السياحية، ويعرض الباب أيضًا نبذة عن تاريخ مصر كما يشمل معلومات عن النظام السياسى وسياسة مصر الخارجية وغيرها مع تحديث يومى للأخبار عن مصر فى كل المجالات، ثم باب أفريقيا اليوم وتنشر به أهم الأخبار المتعلقة بأفريقيا ككل وبكل دولة من الدول الإفريقية».
وأضاف: أن هناك باب عرض الصحافة الإفريقية الذى يعرض عناوين الصحف الصادرة فى مختلف الدول الإفريقية بلغاتها وكذلك أهم المقالات والتقارير فى الصحف ويتم تحديثه بشكل يومي، وباب آخر يحمل عنوان مصر وأفريقيا ويتناول علاقات مصر بالدول الإفريقية من جميع جوانبها وكل الأخبار اليومية المتعلقة بهذا الشأن، فضلًا عن باب آخر عن دول أفريقيا نفسها ويقدم معلومات أساسية عن الدول الإفريقية بالإضافة إلى أهم أخبار كل دولة بشكل يومى (مقسم داخليًا إلى 54 بابًا فرعيًا كل منها يخص دولة إفريقية).
واستطرد:» من أبواب الموقع أيضًا باب المكتبة ويعرض أهم الدراسات والدوريات المتعلقة بأفريقيا، ويشمل عرض أهم الأبحاث العلمية والرسائل الصادرة فى الشأن الأفريقى فى مصر وخارجها، بالإضافة إلى الأجندة التى تشمل أهم الأحداث فى القارة الإفريقية طبقًا للتاريخ، وفى باب شخصيات أفريقية تم عرض سيرة الشخصيات الإفريقية البارزة وتعريف بكل شخصية والسيرة الذاتية لها (شخصيات سياسية - أدبية - ثقافية - رياضية - إلخ) مثل الرموز الإفريقية الخالدة فى مجال السياسة ومنهم مانديلا وجمال عبد الناصر والآباء المؤسسون لنهضة أفريقيا، وفى مجال الأدب يول سونيكا الأديب العالمى وأديبنا نجيب محفوظ، وفى الرياضة جورج وايا ومحمود الخطيب ومحمد صلاح وغيرهم، وذلك من أجل تعريف الأجيال الجديدة فى القارة بهذه الشخصيات الإفريقية العظيمة، وتخليد أسمائها».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.