حان موعد تجديد رخصة السيارة الخاصة بي، وما تعرضت له على مدار الأيام الماضية من مواقف، يتعرَّض له المواطن المصري كل يوم، لاستخراج أي ورقة من المصالح الحكومية، والتي مازالت تعمل ببيروقراطية وبدون منطق ووعي تام بأهمية الوقت الذي يذهب سُدَى دون إنجاز المهمة، بل لو أدرك الموظف المسئول أهمية ذلك لأنجز بشكل أسرع يومياً مهام آلاف المواطنين، بدلاً من قضاء حاجته في أسبوع وقد يمتد الأمر لأسابيع، حسب الحظ مع موظف الخدمة المنشودة!. ذهبت لإدارة المرور التي كنت قد رخصت بها منذ ثلاث سنوات، لتجديد الرخصة، ومن شركات التأمين بالمرور، لموظف الفحص، لهذا الشباك، وذاك الموظف، إلى أن وصلت، بعد ساعات لشباك الدفع النهائي لاستخراج الرخصة، فوجدت الموظفة تقول: ممكن بطاقتك الشخصية، فأعطيتها لها، فنظرت إلى وقالت: عفواً هذا العنوان ليس تابع لإدارتنا.. فقلت لها: كيف؟، لقد قمت بنفس الإجراءات هنا منذ ثلاث سنوات.. فقالت لحظة واحدة سأتأكد من ضابط المرور، ثم عادت وقالت: الضابط قال لابد أن تغيير بطاقتك الشخصية من السجل المدني.. فبدأت التوتر بعد قضاء هذه الساعات التي توقفت عند هذه النقطة.. وطلبت مقابلة ضابط المرور، وسألته عن المشكلة، فأجابني محتداً: هذا العنوان يتبع سجل مدني آخر، عليك أن تدفعي الرسوم كاملة، ثم سأطبع لك رخصة مؤقتة لشهر، حتى تعدلي العنوان في البطاقة.. فوافقت بعد أن حاولت التحدث معه بالمنطق وتوضيح أن الرخصة السابقة صادرة من نفس إدارة المرور والبطاقة لم تتغير، فلماذا ظهرت المشكلة الآن وليس في المرة السابقة؟، فرفض أن يستجيب للعقل أو المنطق. عُدت للمنزل مبتئسة من اليوم الذي راح بلا فائدة، ولا أعلم كيف ومتى سأنجز طلب الضابط.. فنصحني أحد الأصدقاء بالذهاب لإدارة المرور ومحاولة شرح مشكلتي لأحد المسئولين، وبالفعل ذهبت وطلبت لقاء المسئول، وبالمصادفة، كان هناك زيارة عمل تفتيشية من قيادات المرور، ومنهم العميد خالد عمارة، والعميد عمرو عبد العزيز، اللذين كانا متواجدين في المكان.. وتحمس العميد خالد عمارة لمشكلتي، وأمسك بهاتفه الشخصي متحدثاً بكل احترام ومنطق مع الضابط الذي ذكرته، طالباً منه تحرى الدقة، من أي عنوان من خلال استخدام خريطة متواجدة بالإدارة لمعرفة ما إذا كان العنوان تابع لهذه الإدارة أو غيرها، تفادياً لهذه المغالطات لاحقاً عند مواجهة مثل هذا الأمر مع أي مواطن. وطلب العميد خالد عمارة بكل رقي وصوت منخفض، من هذا الضابط حل المشكلة على الفور واستبدال الرخصة المطبوعة لمدة شهر بالجديدة، بعد أن شرح له كيف أن العنوان المدوّن تابع للنطاق الجغرافي لإدارته. من قلبي: بالأمس كُنتُ مبتئسة وحزينة من عدم احترام العقل والمنطق في الحوار، واليوم تبدَّل حالي تماماً مع هذين العميدين، اللذين فاجآنى بخبرتهم وحنكتهم في التعامل مع مثل هذه الأمور وبمهارة واحترام لعقل ورأي الجمهور ما دام لا يخالف. من كل قلبي: شكراً جزيلاً لقيادات الشرطة المتفهمة.. وأتمنى أن تنظم وزارة الداخلية دورات تدريبية للضباط الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الجمهور على الأسلوب الأمثل للتعامل مع الجمهور. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن