تسلمت د. نوال السعداوى فى 6 من ديسمبر الماضي جائزة المفكرين العالميين بلندن، وهي واحدة من أرفع الجوائز العالمية.. "ابنة إيزيس" كما أُطلق عليها في الترجمة الإنجليزية لسيرتها الذاتية صدر لها حوالي 70 كتابا، تمت ترجمتها جميعا إلى أكثر من 35 لغة. كما أن أعمالها كانت دائما متنوعة بين الرواية والقصة والمسرحية والسيرة الذاتية، وتم تحويل عدد منها إلى أعمال مسرحية في أكثر من بلد حول العالم، كما حاول مخرجون في دول مختلفة تحويل عدد من رواياتها إلى أفلام سينمائية، إلا أنها لم توافق على أي من السيناريوهات المعروضة عليها. ولكنها التقت في رحلتها الأخيرة إلى إنجلترا بالمنتجة الإنجليزية "اليسون أوين" التى تعد فيلما سينمائيا عن روايتها الأكثر شهرة ومبيعا عالميا "امرأه عند نقطة الصفر". في المقابل تم للأسف تحريف ما تقوله في غالبية الصحف العربية للخروج بمانشيتات مثيرة لا صلة لها بعمق ما تقول، وللأسف نتيجة لأفكارها المخترقة لكل التابوهات أصبحت مستهدفة من قبل الجماعات المتأسلمة لتصبح رقم 2 فى القائمة السوداء بعد د. فرج فودة. جاء ذلك بالطبع بعد مناداتها بمنع الختان، ومطالبتها بحقوق المرأة، وإشادتها المستمرة بتجربة أوروبا في التحرر من سلطة الكنيسة؛ ورغبتها في ثورة جديدة ترفع الحِجاب عن العقل المصري، وتُحرّر النساءً والرجال من الجهل والتجهيل، بعد أن تحول إلى شارة سياسية وعلامة حزبية على انتشار جماعات الإسلام السياسى وذيوع فكرها. جدير بالذكر أنها قد درست اليهودية والمسيحية والإسلام، وقد ذهبت إلى الهند ودرست الثقافة الهندية الدينية والهندوكية وكتاب الجيتا واستغرقت عشر سنوات فى دراسة الأديان ومقارنتها ببعضها البعض. نوال السعداوي هاجمت التوجه الاقتصادي في عهد السادات، وعارضت سياساته مع إسرائيل وأمريكا، فتم سجنها عام 1981 لمدة ثلاثة أشهر، بتهمة الشيوعية، رغم أنها لم تنتم في حياتها لأي حزب، ولكنها غلبت ألم وقسوة السجن بكتابة سيرتها الذاتيه «مذكراتي في سجن النساء» الصادر 1983. دائما ما تقول: "إذا خفت ستموت ألف مرة، وإذا لم تخف ستموت مرة واحدة"، وقد نالها التكريم بالخارج أكثر من الداخل، وأسس مجموعة من الشباب منصة لتكريمها باسم (مركز نوال السعداوي للفكر والإبداع) وإن كان يلقى الكثير من العوائق لتأسيسة بشكل رسمي. اليوم تمر الدكتورة نوال السعداوي بحاله صحية حرجة، بعد 55 عاما من الكتابة والإبداع المستمر. اليوم تحتاج إلى إجراء جراحة بعينيها على نفقة الدولة، وإن لم تجد من يكرمها حتى هذه اللحظة في بلادها، فعلي أقل تقدير يتم علاجها كمفكرة وكاتبة كبيرة. سألت الدكتورة نوال السعداوي في حوار لي معها: هل مازالت الأوراق هي حياتك؟. فقالت: "الأوراق هى حياتى.. هى حلم طفولتى وشبابى، وفيها ذكريات أحبها رغم الألم، استحضرها وأثبتها فى خيالى.. وستظل أوراقى دائما هى حياتى، لأن الكاتب تزداد حياته قيمة بالاقتراب من الموت، ولا شيء يقهر الموت مثل الكتابة". واليوم الدكتورة نوال السعداوي لا تستطيع القراءة أو الكتابة نتيجة لحالتها الصحية.. فهل من مجيب لهذة الاستغاثة؟. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى