* خبراء: المرأة قادرة على تولى المناصب القيادية «أمن الشعب اللبنانى بات فى قبضة امرأة».. هكذا اصبح الحديث فى لبنان بعد تعيين ريا الحسن وزيرة للداخلية لتصبح أول وزيرة للداخلية فى لبنان وعلى مستوى الوطن العربى أيضا ، وكانت اول وزيرة للمالية فى لبنان عام 2009 واستمرت فى المنصب حتى عام 2011 وكان الحديث وقتها عن ان «جيوب اللبنانيين فى يد سيدة» .. وترفض الحسن فى حواراتها الصحفية النادرة ان يكون تعيينها فى المناصب لكونها امرأة بل تصر على ان كفاءتها هى الطريق الذى أوصلها الى تلك المناصب .. وهى زوجة وأم لثلاث بنات وحاصلة على الشهادة الجامعية فى ادارة الاعمال من الجامعة الأمريكية فى بيروت وماجستير فى ادارة الاعمال جامعة جورج واشنطنالامريكية عام 1990.. والسؤال هنا: إلى اى مدى يمكن تطبيق التجربة اللبنانية فى تعيين وزيرة للداخلية فى العالم العربي؟.. وهل يتقبل المجتمع المصرى فكرة ان تتحكم فى قبضته الامنية سيدة على طريقة تعبير اللبنانيين؟.. وتساؤلات اخرى طرحناها فى السطور التالية : الكاتبة الصحفية فريدة النقاش رئيس ملتقى تنمية المرأة ترى ان المسألة مسألة كفاءة لمن يشغل هذا المنصب رجلا كان أو امرأة، وتقول إذا كانت هناك ارادة سياسية واقتناع كامل بأن المرأة قادرة أو مؤهلة لذلك فليس هناك أى مانع فى ان تكون المرأة فى مصر وزيرة فى اى وزارة من الوزارات السيادية، ولكن المجتمع المصرى فيه صراع حول المرأة بشكل عام حول وجودها فى الحياة العملية وهذا الصراع ظهر وانتشر سنة حكم الإخوان حيث إنهم تعمدوا فى رجوع أوضاع النساء الى الخلف وحولوا النقاش حول قضايا المرأة الى القرون الوسطي، وللاسف مازال هناك أثر هذا الفكر الإخوانى فى المجتمع ولو بنسبة قليلة ، وعندما يتحرر المجتمع كله من هذا الفكر الظلامى سيكون هناك فرصة للنساء فى كل المجالات وجميع المواقع القيادية بما فيها المواقع التى مازالت مقتصرة على الرجال . ويبدى د.عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة الزقازيق رأيه قائلا: المجتمع بدأ يتقبل ان المرأة تعمل فى وزارة الداخلية وأدت بكفاءة عالية ووصلت لرتبة عميد ولواء شرطة ومن المتوقع فى المستقبل ان تتولى المرأة المصرية منصب وزير فى الداخلية ولكن ليس الوقت الحالى ولكن ذلك لايمنع انها أثبتت جدارتها وكفاءتها فى كل المواقع مثل الرجل، والدليل أننا نشهد حاليا أكبر عدد من السيدات فى مواقع المسئولية، سواء كان فى الوزارة أو مجلس النواب أو منصب المحافظ ايضا الذى كان ممنوعا على النساء وتولته حتى الآن سيدتان، كل ذلك انتصار للمرأة واعتراف واقتناع من الارادة السياسية بكفاءة المرأة .. ويضيف د. عماد رؤيته قائلا: هناك امكانية كبيرة لتطبيق التجربة اللبنانية فى مصر، ولكن بعد ان نستعد لها، فمثلا يجب زيادة عدد السيدات اللاتى يعملن فى وزارة الداخلية، وبالطبع وزيرة الداخلية ليست ستأتى فجأة ولكن ستتولى منصبا تمهيديا بالتأكيد مثل مدير أمن مثلا وهكذا من خلال التدرج فى المناصب القيادية للمرأة بوزارة الداخلية، سيتقبل المجتمع المصري، لانه مجتمع متفتح وحضارى وسيتقبل ذلك بالتدريج عندما يلمس الكفاءة فى ادائها فى اى منصب قيادى تتولاه فى وزارة الداخلية.. وبسؤاله عن المواصفات التى يجب ان تتوافر فى المرأة التى تتولى مثل هذا المنصب قال: لابد ان تكون امرأة غير عادية شخصيتها قوية قادرة على تحمل المسئولية اتخاذ القرارات ومواجهة الأزمات والضغوط وقادرة على التعامل مع الارهاب والاجرام بمختلف أشكاله .. وماذا عن الجانب العاطفى لدى المرأة فى هذا الامر؟.. قال: المرأة لديها جانب عاطفى وجانب عقلانى ايضا ورغم تميزالمرأة بالناحية العاطفية والأمومة فإنها لديها جانب عقلانى مرتبط بالضوابط والمعايير والقدرة على التحمل، أى ان الناحية العاطفية سوف لاتؤثر على الناحية العقلانية وقوة الشخصية والحزم لديها وتحمل المسئولية ..وعن الفرق بين المرأة المصرية والمرأة اللبنانية ؟.. قال: هناك جوانب مشتركة كثيرة بينهما كالاهتمام بالتعليم والعمل ولكن المرأة المصرية اكثر حرصا على النجاح واقتناص الفرص والاستمرارية عن أى امرأة عربية كما تتسم عن كل نساء العالم بالصبر والتحمل . ويؤكد د.فراج سيد أستاذ علم الاجتماع السياسى بكلية الآداب جامعة قناة السويس عدم امكانية تطبيق التجربة اللبنانية فى مصر معللا ذلك قائلا: رغم ان المرأة المصرية أخذت مكانها من زمان ولكن لابد ان نتفق ان لكل مجتمع سياقه الثقافى الخاص به وهذا يعنى ان ماقد يكون مقبولا فى مصر ليس بالضرورة أن يكون مقبولا فى السعودية، وبالتالى ماقد يكون مقبولا فى لبنان ليس بالضرورة أن يكون مقبولا فى مصر، ويجب أن لاننسى ان فرنسا استعمرت لبنان لعدة قرون وتركت فيها ملامح الثقافة الفرنسية فلن يكون، والامر كذلك مستغربا ان نجد وزيرة للداخلية فى لبنان وهو ماحدث من قبل فى فرنسا، كما ان هناك وزارتين تداران بشكل تنظيمى هرمى وهما الدفاع والداخلية، وليس من المستحب ألا يكون الوزير من خارج السياق التنظيمى العسكرى هذا من جهة ، فضلا عن عدم قناعة الرجل المصرى بأن تقوده امرأة وبخاصة فى المهن العسكرية .