لماذا تكون صدمة المجتمع أكبر عندما يقع الفساد من قبل المرأة عن وقوعه من قبل الرجل؟.. وماذا يدفع المرأة القيادية للفساد رغم ما تعانيه من الفكر الذكورى حتى تتولى منصبا ما ؟.. وهل من الممكن أن تؤثر بعض حالات الفساد الفردية من قبل المرأة على ثقة المجتمع فى المرأة المصرية؟.. وأخيرا من الناحية السيكلوجية أيهما أكثر استعدادا للفساد الوظيفى الرجل أم المرأة؟.. بداية يوضح د. جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس واستشارى العلاج النفسى بوزارة الصحة قائلا: الجريمة موجودة بشكل عام لدى الرجل والمرأة ولكن هناك جرائم تختلف بنوع الجنس فمثلا جرائم القتل مرتبطة بالرجال أكثر لما يلزمها من قوة وعنف وأقل عاطفة، أما المرأة مرتبطة أكثر بالجرائم العاطفية التى يكون دافعها فى الغالب الغيرة وهكذا.. أما عن ظاهرة الفساد الوظيفى فمعظمها يقوم بها رجال لأن نسبة عمالة الرجال أكثر كما أنها تتطلب جرأة ومخاطرة أكثر، وهذا ما تفتقده المرأة فى الغالب، كما أن الناحية العاطفية لدى المرأة تمنعها عن ارتكاب مثل هذه الجرائم.. ويستطرد أستاذ علم النفس قائلا: وبالنسبة لجريمة الفساد الخاصة بالمرأة والمتداولة حاليا وحسب ما تم نشره من معلومات فهى جريمة غريبة من نوعها والمجتمع ليس معتادا عليها وغرابتها أن تكون من المرأة حيث نسبة المخاطرة فيها عالية جدا والنواحى العاطفية عند المرأة تمنعها من ارتكاب مثل هذه الجرائم، ووجه الغرابة يأتى أيضا أن من يقبل على مثل تلك الجرائم غالبا هو شخص يكون محتاجا إلى المال أو مضطرا وهو اضطرار غير مبرر بالطبع، ولكن الخطورة هنا أنها شخصية ليست بحاجة إلى مال أو سلطة ولكنها هى النفس البشرية، وكما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة «الشمس» (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) صدق الله العظيم.. حيث أحيانا تنبهر النفس البشرية بالثروة الكبيرة وبعض الإغراءات وتنحرف عن المسار الصحيح.. وينفى د. شفيق تماما أن تكون مثل هذه الحالات الفردية قد تتسبب فى اهتزاز الثقة بين المجتمع والمرأة المصرية ويضيف: لدينا النماذج المشرفة للمرأة المصرية فى جميع المجالات وعلى أعلى مستوى من القيادة والمهنية وتثبت جدارة وشجاعة وصبرا وتحملا وإنجازا وفاعلية وكفاءة لا يضاهيها نساء العالم كلهن، ولا نأخذ حالة فردية مثل سيدة المحافظة بالإسكندرية كنموذج أو معيار للمرأة المصرية.. فالمرأة المصرية على مر العصور تاريخها ناصع ولا ننسي دورها فى تربية أبناء المجتمع فهى نصف المجتمع ومؤثرة فى النصف الآخر.. ويؤكد أستاذ علم النفس أن المرأة من الناحية السيكلوجية أقل استعدادا للفساد بالنسبة للرجل بحكم طبيعتها وفطريتها التى تميل إلى النواحى الإنسانية والعاطفية بعيدا عن العنف وارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها والدليل على ذلك أن السجون كلها فى مصر مخصصة للرجال باستثناء سجن واحد فقط مخصص للنساء وأغلبهن مسجونات بسبب شيكات بدون رصيد او بسبب جرائم عاطفية دافعها الغيرة.. وأخيرا يطالب أستاذ علم النفس بالتوسع فى إتاحة المناصب القيادية للمرأة ويقول إنه عندما تتولى المرأة منصبا قياديا تكون أكثر حرصا ومحافظة على إثبات تفوقها وجدارتها فى المجال الذى تعمل به وإذا كانت هناك حالة استثنائية طارئة فهى لا تقبل التعميم او التكرار بإذن الله.