يحسب لذكاء الأستاذ محمد حسنين هيكل وعبقريته وموهبته وبعد نظره استعانته بهؤلاء الصفوة من الصحفيين والكتاب والخبراء، ليكونوا وراءه وليس إلى جانبه وسنده الحقيقى فى تطوير وتحديث الأهرام باعتبارهم فرسان صحافة الأهرام والصحافة العربية بوجه عام بما يملكون من كفاءات وخبرات مهنية فائقة ونادرة والذين وردت أسماؤهم فى كتاب الزميل مصطفى سامى الرائع «أهرام القرن ال 21 ذكريات خمسين عاما» والذين كما عرفتهم وعاصرتهم (متمنياً أن يكثر الله من أمثالهم لإخلاصهم للمهنة وحبهم للأهرام)، وكان الأستاذ هيكل موفقا عندما منحهم كل الثقة فيه كرئيس لتحرير الأهرام ومجلس الإدارة ومنحوه هم الثقة فيهم ليعزفوا معا سيمفونية تطوير وتحديث الأهرام تحت قيادته وهو ما حدث بالفعل بعد أن أدرك الأستاذ أن هذه الإنجازات المتعددة لا يمكن أن يحققها بمفرده بل يجب أن تتضافر كل الجهود لتحقيقها وهو ما حدث بالفعل، فقد فاقت إنجازات الأستاذ الصحفية كل التوقعات وتجاوز توزيع الأهرام فى عهده أواخر الستينيات من القرن الماضى المليون نسخة متفوقاً على كل الصحف القومية والخاصة ولم ينس مصطفى سامى بعض الهنات التى حدثت خلال مسيرة الأهرام وأقصد بها بعض السلبيات ولكن كثرة إنجازات الأستاذ المتعددة طغت على هذه السلبيات وكان مصطفى سامى موفقاً فى كتابه عندما ألمح لعلاقة الأستاذ هيكل بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر والتى حقق من خلالها طموحاته الصحفية للأهرام فقد كان ينفرد عن بقية الصحف بأهم الأخبار والقرارات الرئاسية والحكومية وكان مقيماً بصفة دائمة داخل المطبخ الذى يجرى فيه تسوية الأحداث ولم يكن أحد غيره يجرؤ من الاقتراب من فرن الرئاسة أو لديه الجرأة على كتابة خبر يتعلق بالرئيس حتى لا يحترق مهنيا أو سياسيا أو يدخل المفرمة ولا يخرج منها، ويصل مصطفى سامى فى كتابه إلى الأستاذ إبراهيم نافع رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة الأهرام الذى أعتبره أحد البنائين الكبار فى عالم الصحافة، فقد أقام عمارة من 12 طابقا بجوار المبنى الرئيسى للأهرام الذى أقامه الأستاذ وخصص بعض الأدوار لمكاتب الكتاب والصحفيين الآخرين وقام بتحديث المطابع التجارية وصدرت فى عهده العديد من الإصدارات ومنها الطبعة الدولية عام 1988 لتوزع على أبناء الجاليات المصرية والعربية المقيمين فى دول أوروبا وأمريكا وكندا فى نفس اليوم ثم الطبعة العربية لتوزع فى السعودية ودول الخليج وغيرهما من الإصدارات الأخرى، وركز فى كتابه على الأجيال الجديدة ويشعر اتجاههم بقدر كبير من التفاؤل رغم ظروفهم الصعبة فهم يدرسون ويتقدمون بمشاريع من أجل النهوض بالأهرام مؤكداً أن أمنياتهم يمكن أن تتحقق بشرط الإخلاص والتفانى فى العمل مقتدين بمن سبقوهم فى الحفاظ على مؤسستهم العريقة.. والكتاب فى النهاية يعد مرجعا مهما للباحثين والدارسين فى أقسام الصحافة فى كليات الإعلام والكليات الأخرى لإعداد رسائلهم فى الماجستير والدكتوراه حول أهرام القرن ال 21 والاستفادة من معطياته فى بناء مستقبل أفضل للصحافة المصرية والعربية فى المرحلة القادمة. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى