تعد مصر من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية عام 1963 والتى تحول اسمها إلى الاتحاد الإفريقى عام 2002خلال القمة الإفريقية التى عقدت فى مدينة سرت الليبية، وقد بدأت الفكرة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى كان له دور كبير فى دعم حركات التحرر والاستقلال الإفريقية وتقوية علاقات مصر بدول القارة، حيث أعلنت 17 دولة إفريقية استقلالها فى عام 1960 وحده، كما قامت مصر بدور مؤثر وفعال فى إجهاض محاولات الانفصال التى كادت تحدث فى بعض الدول الإفريقية. ووقعت مصر على البروتوكول المنشيء لمجلس السلم والأمن الإفريقى فى مارس 2004، ثم أودعت وثيقة التصديق على البروتوكول فى مارس 2005، وانتخبت مصر عضواً بالمجلس عن إقليم الشمال، ثم بدأت فى ممارسة مهام عضويتها فى 2006 وحتى 2008، كما أطلقت المبادرة المصرية لإنشاء آلية التشاور بين مجلسى السلم والأمن الإفريقى والأمن الدولى خلال رئاستها لمجلس السلم والأمن فى ديسمبر 2006، كما أعيد انتخابها خلال 2016 وحتى 2019 عن إقليم الشمال الإفريقى كما تقوم مصر بدور الوسيط لضمان تحقيق التوافق الإفريقى بشأن إنشاء سلطة الاتحاد وفق منهج متدرج يقوم على تسريع عملية التكامل الإفريقى على أسس علمية وتعظيم دور التجمعات الاقتصادية الإقليمية، كما مثلت مصر فى البرلمان الإفريقى وفازت مصر بعضوية المجلس الاقتصادى والاجتماعى والثقافي، وتشارك أيضا فى بعثات حفظ السلام على مستوى القارة الإفريقية وتلعب مصر دورا مهما داخل التجمعات الاقتصادية المختلفة. وباستعراض أبرز محطات وعناصر الوجود المصرى فى التجمع الإفريقى المهم، نجد أنها صدقت على 20 اتفاقية فى إطار الاتحاد، بالإضافة للنظام الأساسى للجنة القانون الدولى للاتحاد، كما وقعت على الميثاق الإفريقى للشباب والاتفاقية الإفريقية لإنشاء برنامج التعاون الفنى وميثاق النهضة الثقافية الإفريقية والمعاهدة الإفريقية لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية «معاهدة بليندبا»، والاتفاقية المؤسسة للمعهد الأفريقى لإعادة التأهيل وبروتوكول الميثاق الإفريقى لحقوق الإنسان والشعوب بشأن إنشاء محكمة إفريقية لحقوق الإنسان والشعوب. وتلتزم مصر بالمباديء الأساسية للمنظمة، وتستمر فى إعطاء أهمية كبيرة لجهود التعاون بين الدول الأفريقية، كما أنها واحدة من خمس دول تساهم بما يوازى 75% - 15% لكل دولة من الدول الخمس - من الميزانية السنوية للاتحاد الإفريقي، كما أنها من بين الدول القائدة لجهود ومبادرات التنمية الإفريقية، وكذلك جهود إحلال السلم والأمن. وبالعودة إلى بدايات هذا التكتل الإفريقي، نجد أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان قد شارك فى الاجتماع التأسيسى لمنظمة الوحدة الإفريقية فى أبريل 1958 فى غانا، واستضافت أول قمة إفريقية على أرضها فى يوليو 1964، أما الرئيس الراحل أنور السادات فقد شارك فى العديد من القمم الإفريقية منها فى أديس أبابا وليبرفيل وكمبالا والخرطوم، حيث كانت الدول الأفريقية تمثل دعما لمواقف مصر فى مراحل الصراع المصرى والعربى مع إسرائيل.