زحامٌ شديد لا تجد فيه موطئا لقدم، هذا هو المشهد حول مُجسمى مدينتى مكة والمدينة بجناح المملكة العربية السعودية، حيث عبق التاريخ، وذكرى نبينا العطرة محمد صلى الله عليه وسلم، فى العهدين المكى والمدني، ففى مجسم مكة والذى ظهر أسفل صندوق زجاجي، نجد البيت الحرام، ومقام إبراهيم وحجر إسماعيل، وجبل الصفا والمروة، وبيوت النبى وأصحابه، وكيف عاشوا بصحبته فى بيئة صحراوية قاحلة، معالمُها تضاريسُ وعرة وجبال شامخة ورمال ألهبتها حرارةُ الشمس من كل مكان، ورغما عن هذا فقد استطاع النبيُ أن يُقيم دولة التوحيد فى بلد يعجُ بالوثنية والشرك. وعلى بُعد خطوات من هذا المُجسم وفى نفس الرواق، كان هناك مجسمٌ آخر للمدينة المنورة، حيث المسجدُ النبوى الشريف، وحُجرات زوجاته عليه الصلاة والسلام، وبيوت كبار الصحابة، وجبل أحد، وجنان النخيل الخضراء، التى تكشف تحول حياة الصحابة من البدو ورعاية الإبل والغنم إلى حياة الزراعة. د.صبرى عبد العظيم، باحث فى اللغة العربية والعلوم الشرعية كان ضمن المُلتفين حول هذين المجسمين، حيث وصفهما بالرائعين، فضلا عن أن ما قدمه الشارحان من عرض مصحوب بالضوء، جعل القلوب تهفو لزيارة تلك الأراضى الطاهرة.