ليست «مليكة» هى الطفلة الأولى ضحية حافلة المدرسة بل سبقتها حالات سابقة نذكر منها فى الأونة الأخيرة الطفل «حمزة» ذا الثمانى سنوات وشقيقته «خديجة» ذات السنوات الخمس بفقد حياتهما فى آن واحد تحت عجلة أتوبيس المدرسة فور نزولهما فى اتجاه منزلهما، ولكن لم يمهلهما سائق الباص بل رجع إلى الخلف ليدهسهما أمام أمهما التى كانت تنتظرهما فى الشرفة وسط ذهول الجميع. وأمام منزلها أيضا فقدت الطفلة «ملك» ذات السنوات السبع حياتها دهسا تحت عجلات اتوبيس مدرستها، وكذلك الطفلة «خلود» والتى لقت حتفها إثر فرملة أتوبيس خاص لنقل أطفال المدارس وسقوطها منه خلال فجوة تطل على الطريق.. والسؤال الأهم: كيف نحمى أطفالنا من هذا الإهمال المدرسى؟.. وكيف نمحو من ذاكرة أطفالنا تلك الآثار السلبية من جراء تلك المشاهد المأساوية؟.. بداية يؤكد د. رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان ضرورة التحرى بدقة من قبل الوالدين حول المدرسة التى سيلتحق بها أبناؤهم من حيث الباص ومدى صلاحيته ووسائل الأمان به والسائق والمشرفة المسئولة، وكذلك المدرسة لابد أن تحسن اختيار الموظفين لديها من سائقين ومشرفات، والأفضل أن يكن أخصائيات اجتماعيات لما لديهن من بعد اجتماعى مطلوب، تنظم لهم دورات تدريبية وتوعية كى يقوموا بعملهم بشكل جيد حتى لايتعرض الأطفال للمخاطر بسبب الإهمال وعدم الإدراك والوعى، كما يجب عمل توعية للأطفال من قبل البيت والمدرسة من حيث طريقة ركوبهم ونزولهم من الباص والحرص على وجود المشرفة معهم، وكذلك توعيتهم بكيفية السير فى الطريق والنظر يمينا ويسارا قبل تحركهم.. وأخيرا تشديد العقوبة على أى شخص يتساهل او يتسبب فى أذى طفل. ويوضح د. هشام عبد الحميد أستاذ علم النفس أن هناك آثارا سلبية بالتأكيد تعلق فى ذاكرة هؤلاء الأطفال الذين شاهدوا مثل تلك الحوادث سواء مع أشقائهم او زملائهم ولذا لابد أن يجرى لهم إعادة تأهيل نفسى او إعادة برمجة من قبل المدرسة وعلى يد أساتذة متخصصين فى علم النفس، لأن مرحلة الطفولة هى التى من خلالها تتشكل شخصية الطفل ويستمر بها حتى شيخوخته ومماته، فالطفولة هى الركيزة الأساسية لأى إنسان، ولو أمكن للأسرة أن تبعد طفلها عن أى ذكرى تذكره بمشهد من تلك المشاهد بنقله إلى مدرسة أخرى حتى يتغير تماما مسار «الباص» بالنسبة له فذلك سيكون أفضل بالتأكيد مع التأهيل النفسى. ويؤكد وائل نجم عضو لجنة تقصى الحقائق بمنظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان وسكرتير عام مفوضية الأممالمتحدة للإعلام ضرورة تطبيق الإجراءات الصارمة على المدارس الخاصة وذلك بتشديد الرقابة عليها فى أى شىء يتعلق بسلامة أطفالنا وحمايتهم من الخطر، كما يجب أن تكون هناك برامج توعية من خلال الإعلام للأسرة والأطفال بوجه عام فى هذا الصدد وتكون هناك متابعة للأسرة لأطفالهم فى المدارس من حيث الوصول والانصراف وتحويل الطفل إلى مدرسة أخرى فورا إذا كان هناك أى تقصير من قبل المدرسة بل والإبلاغ عن هذا التقصير حتى نتفادى أى خطر لأطفالنا.