كان لقاء مهرجان المسرح العربى فى دورته الحادية عشرة فى دار الأوبرا المصرية التى تم شغل جميع مقاعدها بما فيها مقاعد الدور الثانى والثالث. جمع كبير لمناسبة من تلك المناسبات التى تجمع الفن العربى ممثلا فى المسرح بين مصر والشارقة التى رأى حاكمها الشيخ سلطان القاسمى أن تكون مصر هى موقع إقامة هذا الحدث الكبير. العروض المسرحية من كلا البلدين يحضرها عدد كبير من فنانى العرب لأستشعر أن تلاقى الشعوب بالذات فى الفن له وقع خاص، فالفن كما يقال هو القوة الناعمة بينما تستحق أن يقال عنه القوة الضاربة الفن يضرب فى وجدان ومشاعر الناس ليؤثر تأثيرا خاصا عن سواه من الأنشطة، ذلك أنه يخاطب وجدان وأيضا روح تلقى ذلك الذى ينتقل بعمله إلى دولة شقيقة ليشاهد عمله فى عيون الآخرين، ثم أيضا يشاهد متفرج البلد الى فنون البلد الشقيق. لا أعتقد أن أيا من اللقاءات بخلاف الفن تقدم هذا التقارب وهذا الإحساس. كان ذلك خلال اسبوع انتهى أمس الأول. لم يكن هذا المهرجان المسرحى الذى كما قلت من أكثر المهرجانات «قربا إلى وجدان الإنسان لم يكن فقط هو الحدث ولكن كان معه أيضا تكريم عدد كبير من فنانى مصر فى رسالة «تقرب بين البشر، الذين هم الفنانون وليس الفنانون فقط ولكن كبار الفنانين. باسم سلطان القاسمى سلمت وزيرة الثقافة المصرية د.إيناس عبدالدايم جوائز التكريم للفنانين المصريين الذين تعدت أعدادهم العشرين فنانا وفنانة وذلك بعد الجزء الأول من الحفل الذى بدأ بأهم وأكبر نشيد للعرب جميعا، ولو أن مؤلفه الموسيقار الكبير الراحل عبدالوهاب، وبالمصادفة كنت قد شاهدت البروفة الثانية لهذا الحفل فى دار الأوبرا القديمة مع فناننا الكبير، وأشهر المطربين وهم الراحلة فايدة كامل وصباح ونجاة ووردة وكان المطرب الوحيد معهم هو الراحل عبدالحليم حافظ وأمامهم جميعا كان الموسيقار المصرى الكبير محمد عبدالوهاب. كان هذا هو نشيد «وطنى حبيبى الوطن الأكبر يوم ورا يوم أمجاده بتكتر وانتصاراته ماليه حياته». هذا النشيد بموسيقاه البديعة وبهذه الأصوات كان له فى حفل المهرجان فعل السحر كما كان بالضبط فى الماضى عندما قدم منذ أكثر من 30 عاما فى الأوبرا القديمة. حتى الآن لم أستمتع بنشيد يجمع الأمة العربية مثل هذا النشيد وحتى اليوم، وبالطبع كان اختياره مع الأصوات الشابة الجديدة اختيارا موفقا، وهنا أذكر أن هذا الحفل خاصة الجزء الفنى به أبدعه المخرج خالد جلال مخرجنا الشاب والكبير أيضا.