نموذجان طبيعيان من نسيج الوطن ظهرا كومضة صاعقة ودالة على كل المستويات فى حادثى كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبو سيفين بمدينة نصر، الأول هو الشهيد البطل الرائد مصطفى عبيد ضابط إدارة المفرقعات بوزارة الداخلية الذى ضحى بحياته من أجل إنقاذ مئات الأبرياء من أشقائه فى الوطن قبل يوم واحد من احتفال عيد الميلاد المجيد تاركاً خلفه طفلين صغيرين لم يشبعا بعد من حنانه وزوجة وأبوين فقدا فيه السند فى هذه الحياة بعد استشهاده، لكنه فعل مافعل بكل حب وإيمان مفضلا الشهادة والوطن على ماعداهما. والبطل الثانى هو إمام مسجد الحق، الشيخ سعد عسكر الذى قام بإخطار أجهزة الأمن بوجود العبوة الناسفة التى كان مقرراً لها بليل حالك سواده أن تستهدف الأبرياء بالكنيسة عند خروجهم منها، ولولا يقظة ووطنية هذا الشيخ لكان الله وحده أعلم بعدد من سيسقطون نتيجة هذا العمل الغادر الخسيس، وبهذا التصرف السريع وحده حضرت القوات الخاصة للتعامل مع المفرقعات، وتعاملوا مع العبوات وتم إنقاذ مئات الأرواح من الموت. هذان النموذجان، الضبابط الشهيد وذلك الشيخ الشهم هما فى واقع الأمر النماذج الحقيقية للمصرى الأصيل فى اثنين من القطاعات التى يحلو للبعض مهاجمتها بسبب وبدون، وليست الصور المشوهة التى يريد البعض أن يروج لها ويلصقها برجال الشرطة ورجال الأزهر عبر العديد من وسائل الاعلام المختلفة، وجاءت مثل تلك الواقعة لتعلن بصفاء عن الجوهر الحقيقى الناصع غير المشوه من مواطنينا الشرفاء. فالضابط الشهيد يعلم يقيناً أنه قد يتعرض للموت أثناء تفكيك هذه العبوة ولكنه لم يتوان أو يفكر فى نفسه للحظات، وانما فكر فى إنقاذ الموجودين بالكنيسة وما حولها من أهل وطنه فكانت له الشهادة وهى أرفع المراتب وأعلاها التى من الممكن ان يصلها الانسان، وضحى باغلى ما يمكن أن يضحى به شخص لوطنه وهى حياته نفسها.. والنموذج الثانى هو إمام المسجد وهو نموذج مستنير من رجال الأزهر الشريف وهو يمثل الغالبية العظمى من خريجى تلك الجامعة العريقة، وليس من يحاول إثبات غير ذلك من بعض المحسوبين على الأزهر بالفتاوى الشاذة كشخصياتهم والتى ليس لها أصل فى صحيح الدين والتى يتفوهون بها خداعاً للبسطاء لغرض فى نفس يعقوب.. لكن الأزهر لايمثله ولا يقدمه مثل هؤلاء المتنطعون طالبو الشهرة والجاه وإنما يمثله بحق شيخ مثل هذا الشيخ فتلك هى النماذج الحقيقية لمؤسسة الشرطة والأزهر لتدحض ما عداها من الصور النمطية الشريرة التى يروج لها البعض طعنا فى هاتين المؤسستين الوطنيتين. [email protected]