كانت أم كلثوم ترى أن الشاعر عبدالوهاب محمد هو أفضل شعراء جيله بعد جيل الرواد الكبار أحمد رامى وحسين السيد ومرسى جميل عزيز ومأمون الشناوى وعبدالفتاح مصطفى واسماعيل الحبروك وأنور عبدالله وغيرهم وكان عبد الوهاب يحاول ابتكار المعانى الجديدة والأفكار الجيدة فى كل أغانيه العاطفية والوطنية والاجتماعية، لذا رأت أم كلثوم أن تتغنى بكلماته من ألحان الملحنين الأربعة الكبار عبد الوهاب والسنباطى وبليغ حمدى ومحمد الموجى وهى ميزة ينفرد بها عبد الوهاب محمد وقد ظهرت معانيه الجديدة فى كثير من أغانيه بداية من رائعته الأولى «حب إيه», التى لحنها بليغ فى المقطع الذى يقول «إنت فين والحب فين.. ظالمه ليه دايما معاك.. ده أنت لو حبيت يومين.. كان هواك خلاك ملاك» ورائعته الثانية لبليغ أيضا «أنا وإنت ظلمنا الحب بإيدينا.. وجينا عليه وجرحناه.. لحد ماداب حوالينا». وفى المقطع الذى يقول «أنا وانت اللى كنا زمان أعز إتنين وأحب إتنين.. وكان أطول خصام بينا.. يدوب فى يومين.. يادوب فى يومين.. خصامنا ليه النوبادى زاد.. وخلا الخطوة بينا بلاد»، كما وضحت أفكاره الجديدة فى رائعته للصبر حدود تلحين محمد الموجى «ما تصبرنيش بوعود.. وكلام معسول وعهود.. واهى غلطة ومش هاتعود»..، ولمعت معانيه الجميلة أكثر فى اغنيته التى لحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب «كلمونى تانى عنك فكرونى.. صحوا نار الشوق فى قلبى وف عيونى.. وافتكرت فرحت وياك قد إيه وافتكرت كمان ياروحى زعلنا ليه.. كان ليه بيفكرونى»، أما الموسيقار الكبير رياض السنباطى فقد وضحت معانى عبدالوهاب محمد فى أكثر من أغنية عاطفية ووطنية له وأقصد بالعاطفية رائعته: «حاسيبك للزمن.. لا عتاب ولا شجن.. تشكى مش أسأل عليك.. تبكى مش ح ارحم عينيك.. ياللى مارحمتش عينيه لما كان قلبى فى إيديك» ثم رائعته الوطنية التى يذيعها التليفزيون دائما «قوم بإيمان وبروح وضمير.. دوس على كل الصعب وسير.. حق بلادك وحده عليك.. عايز منك سعى كتير» وهى من أروع أغانيه الوطنية. ولم تكن أم كلثوم وحدها التى تحمل هذا التقدير للشاعر عبدالوهاب محمد فقد كان وزير الإعلام الأسبق عبد المنعم الصاوى شديد الإعجاب به أيضا فقد طلب منى أن يزوره عبد الوهاب فى مكتبه بالوزارة وصاحبته فى هذا اللقاء ورحب به الوزير وسمع منه بعض مواويله الوطنية فى حب مصر وطلب تسجيلها، ولما تعرض عبد الوهاب لأزمة صحية زاره فى شقته بشارع التحرير فى الدقى وهو أول وزير يزور شاعرا فى بيته وظل يواصل الاطمئنان على صحته فى المستشفى. رحم الله الجميع بقدر ما قدموه من إبداعات تغنت بها أم كلثوم وسيظل يرددها عشاقها لعشرات السنين. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى