كنت أجلس إلى جوار صديقي وزميلي العزيز فى الأهرام محسن عبد العزيز، نحتسى الشاي، صباح أول أمس، وندردش حول زيارتي الأخيرة لفيينا، حيث استطعت إجراء موضوع صحفي في بيت موتسارت، الموسيقار والمؤلف الأشهر في عالم الموسيقى الكلاسيكية في القرن السابع عشر، وكنت أحكي له عما أنوي نشره في الأهرام في عدد ملحق الجمعة اليوم، والذي يشرف عليه زميلي العزيز محسن.. تجاذبنا أطراف الحديث إلى أن توقفنا عند تذكرة الدخول والتي تبلغ 11 يورو لحوالى 800 زائر يوميا لبيت ومتحف موتسارت، فقال لي الزميل: هذه ثروة!.. لماذا لا نستغل مقدراتنا في عمل ثروات بهذا الشكل؟.. ثم توقف حديثنا عند هذه النقطة. وبعد خروجي من مكتبه، وبينما كنت أسير في ردهة الطابق الخامس بجريدة الأهرام، حيث مكتب زميلي، مستعيدةً حوارنا في ذاكرتي.. قلت: لماذا لا أتناول هذه الفكرة في أحد المقالات بباب آراء حرة بموقع جريدة الأهرام الموقَّر. وتساءلت: لماذا فعلاً لا نستغل مقدراتنا ومعالمنا السياحية ونحولها لمزارات سياحية بتذاكر بالعملة، الدولار، للزوار الأجانب؟، هذه المعالم متمثلة في الأهرامات والمتاحف وبيوت مثل البيوت الأثرية بحي الحسين، بيت السحيمي، وقصور محمد علي والأمير طاز، فمنه نساهم في توفر العملة الأجنبية وتدفقها للبلاد، ومنه نقدِّر قيمة أشيائنا.. فإذا كان بيت موتسارت، يزوره 800 زائر ويحقق حوالي 8800 يورو يومياً، فقطعاً مزاراتنا السياحية أكبر وأكثر، بل يمكننا أيضاً أن نضم بيوت الفنانين، مثل سيد درويش وأم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وبليغ حمدي وآخرين، بيوت ومزارات سياحية خاصة للفنانين العرب، ونقوم بعمل تذكرة لدخول هذه البيوت، بعد أن تقوم الدولة بترميمها وتحويلها لمزارات سياحية.. إضافةً للسياحة العلاجية، وكل ذلك تكون قيمة التذكرة فيه بالدولار. أعتقد أننا إذا قمنا بتطبيق فكرة التذكرة بالعملة، وجعلنا التذاكر تتراوح ما بين 10 و25 دولار، كل حسب أهميته ومكانته التاريخية والثقافية، قد نُسهم في تغيير مفهوم السياحة المصرية عند الأجنبي، وبالتالي يُدرك أهمية وقيمة المزار السياحي، كما أننا نُعلي من قيمة تراثنا السياحي والثقافي والحضاري. من قلبي: أتمنى أن تأخذ وزيرة السياحة هذه الأفكار بعين الاعتبار، كما ينبغى على مستشاري وزيرة السياحة، أن يعملوا تجاراً للسياحة وليس مستشارين يجلسون خلف المكاتب في الوزارة.. فإذا أردنا التفكير والتغيير، سنخرج من عباءة الفكر النمطي والتقليدي لتنشيط السياحة وزيادة الدخل منها عبر وسائل كثيرة متعددة. من كل قلبي: شكراً زميلي محسن، لأنك أوحيت إليّ بالفكرة، فهناك أفكار كثيرة لدى الكثير منا، لكن الأهم أن يستمع إليها المسئولون وتأخذها الدولة بعين الاعتبار، وتوظفها التوظيف السليم، بما يعود بالنفع الكبير على مصرنا، لكن المهم إخلاص النوايا والصدق في العمل.. "إن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً".. صدق الله العظيم. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن