يصعب الحديث عن مستقبل ما يسمى بدول «الربيع العربي»، وما قد يحمله لها عام 2019 دون التطرق إلى العديد من الأدوار التى فرضت نفسها على الأرض داخل تلك الدول، سواء فى الخفاء أو فى العلن، فيبدو أن ما يجرى فى سوريا واليمن وليبيا وتونس ما هو إلا سيناريوهات أعدتها قوى دولية خفية لم تعد تجد حرجا فى الإعلان عن نفسها، وهكذا يزداد المشهد العربى تعقيدا عاما بعد عام فى ظل دور عربى ضعيف، وحضور أجنبى طاغ يؤزم الأوضاع. ولعل أبرز تلك الأدوار فى سوريا هو الدور الأمريكي، فواشنطن فاجأت الجميع بقرار سحب قواتها من الأراضى السورية، تاركة الحبل على الغارب أمام القوات الروسية والتركية والإيرانية، بل وممهدة الطريق أمام عودة داعش، وميليشيات أخرى. وفى عام 2018 أيضا، لم يكن اليمن أوفر حظا من سوريا، فقد سيطر النزاع والصراع على الأطراف اليمنية منذ اندلاع «الربيع العربي» عام 2011، وما زالت الانقسامات تفرق هذا البلد. وما زالت ليبيا تعيش حالة من الانقسام الداخلى رغم كثرة اللقاءات التى جمعت المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبى وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطنى فى الإمارات وفرنسا وايطاليا عام 2018، مما نتج عنه تدهور فى الداخل الليبى ، واستهداف متكرر لحقول النفط، وتضرر موارد الدولة،. أما تونس، مهد الربيع، فتكاد تقف على حافة الانفجار، والجديد هو الخلاف بين الرئيس التونسى باجى قايد السبسى ورئيس وزرائه يوسف الشاهد الذى ظهر على السطح بوضوح عام 2018، وتجسد ذلك فى إعلان الشاهد تعديلا وزاريا مفاجئا رفضه السبسي، بخلاف الانتقادات التى طالت الشاهد من حزب نداء تونس الذى يتزعمه حافظ نجل الرئيس التونسي، والذى يطالب بتنحى الشاهد بدعوى فشل الحكومة فى إنعاش الاقتصاد.