على صدر الكلام، أعتذر لغيابى ستة أسابيع عن الكتابة التى هى أشرف مهنة فى التاريخ كما قال الحكيم المصرى القديم والتى هى الحبل السُرى الذى يربطنى بالحياة. واعترف بأن المرض قد اصطادنى وأجبرنى على أن أترك التعامل مع الكلمة قُدس الأقداس وأنجرف للتعامل مع المرض وتداعياته وأثقاله التى أرهقتنى وأرهقت المحيطين بي. ولا أريد هنا التحدث تفصيلا عن رحلة الآلام وسوق العلاج فى مصر وإن كنت مبادرا أقول إنه لدينا أطباء وهيئة تمريض على مستوى جيد ولكن المشكلة أن بعض هؤلاء وأولئك يطبقون مقولة أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق أحيانا وإلى أن يأتى يوم أكتب فيه تفصيلا فإننى فقط أرجو أن تتحرك الجهات المعنية فى الحكومة والقطاع المهنى لضبط ايقاع حركة الحياة بما يليق بهذا المجتمع العريق وشعبه العظيم. واتصالا أشير بالتقدير إلى هؤلاء الذين أحاطونى برعايتهم منذ اللحظة الأولى وألتمس العذر للذين شغلتهم هموم الحياة!! بعيدا عن سكة المرض وكآبته فإننى أريد فى نهاية هذا الشهر من العام الذى يلملم أشياءه ليرحل أن أُذَكِرَكُم بمناسبات كان ينبغى أن نحتفل بها ونعطيها حق قدرها.. لكن لم نفعل! ومنها مثلا على مستوى الوطن والأمة أننا لم نحتفل كما يجب بمئوية جمال عبد الناصر، ومنها أيضا على مستوى الوطن والمهنة أننا لم نحتفل بمرور نصف قرن على دخول الكمبيوتر إلى مصر واستخدامه وكان هذا عندما استخدمه (الأهرام) ضمن خطة التطوير التى قادها الأستاذ محمد حسنين هيكل. وكان قد تولى أمر هذه التكنولوجيا الجديدة عدد من الشبان منهم المهندس محمد نصير والأستاذ على غنيم رحمهما الله والمهندس عقيل بشير والأستاذ طارق نور. وكان جهاز الكمبيوتر وقتها فى حجم دولاب الملابس يوضع فى حجرة ذات درجة حرارة معينة.. والآن أصبح فى حجم علبة الكبريت.. وسبحان الله!! ومن المناسبات المهمة أيضا تأسيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فى الأهرام سنة 1968 وكان فى البداية يحمل اسم مركز الدراسات الفلسطينية وتولى رئاسته الأستاذ حاتم صادق ثم جرى تطويره إلى الاسم الجديد برئاسة الدكتور بطرس غالى وبعده الأستاذ سيد يسين رحمهما الله. أعود فأقول.. أعتذر لكم وأدعو الله أن نتواصل فى خدمة هذا الوطن وشعبه العظيم. لمزيد من مقالات محمود مراد