إذا كانت سنة 2018 لا يوجد بها أي شيء حلو أو إيجابى فها هى وقبل أيام قليلة من لملمة أوراقها استعدادا للرحيل تهدينا أجمل هدية بعودة المطربة الكبيرة عفاف راضي للغناء مرة أخرى. والمفاجأة الأجمل أن عودتها جاءت من خلال أغنية "البرومو" الخاص بالجزء الثاني من مسلسل "أبو العروسة"، والتي طرحتها قناة "dmc" مؤخرا، وتحمل عنوان "سنة حلوة"، تمهيدا لعرض الجزء الثاني من المسلسل في 22 من الشهر الجاري. وما استوقفني في البداية هو جمال الأغنية، التي تحمل قدرا كبيرا من البهجة، وربما هذا ما قصده بالفعل صناع المسلسل، ليعطونا جرعة أمل وتفاؤل في أن 2019 ستكون "سنة حلوة" علينا جميعا بإذن الله تعالى. وجاء صوت مطربة الأغنية، التي ظننت في البداية أنه يشبه إلى حد كبير صوت الفنانة الكبيرة عفاف راضي، لكني عدلت عن رأيي بعد أن شعرت لوهلة أن الصوت يبدو لمطربة أصغر سنا من عفاف، ثم ومع استمرار سماعي للأغنية للنهاية لم أصدق نفسي بعد أن تأكدت أنها بالفعل عفاف راضي!. وأعتقد أن كل من استمع للأغنية سيعلم معنى ما أقصده بأن هذه المطربة قد تكون كبيرة فعلا في السن ومخضرمة في الغناء ولكنها مازالت تحمل نفس صوتها الصغير الرقيق الملائكي والأوبرالي، الذى طالما اشتهرت وتميزت به عن غيرها من مطربات جيلها، بل ونافست من خلاله كل عمالقة غناء الزمن الجميل. وربما تأتي عودة سوبرانو الغناء لتحيى في نفوسنا الأمل من جديد فى عودة الطيور المهاجرة من نجوم الغناء، سواء هي أو المطربة الكبيرة نجاة، بعد أن أصابتنا سكرة نسيانهم بحكم قوانين سوق الغناء الرديء، الذي أصبح مفروضا علينا طوال السنوات الماضية!. نتمنى في 2019 أن تعود كل الطيور المهاجرة ليس فى الغناء فقط وإنما في كل الفنون، خاصة وأننا شاهدنا مؤخرا عدة لقاءات تليفزيونية تذكرنا بهم وآخرهم كان المخرج الكبير مجدى أبو عميرة صاحب أهم مسلسلات المصرية والعربية، ومنها المال والبنون وذئاب الجبل والضوء الشارد ويتربى في عزو وغيرها من روائع الدراما، كما شاهدنا أيضا المخرجة الكبيرة إنعام محمد على وهي تنفى شائعة اعتزالها، التي ربما أشيعت بسبب غيابها الطويل عن الساحة الفنية، وغيرهم أيضا من الكتاب والفنانين الكبار الغائبين الحاضرين. ولعلنا ونحن على مشارف التحضيرات لمسلسلات رمضان القادم أن نذكر إعلام المصريين بضرورة الاستعانة بهؤلاء العمالقة، فتلك هي بداية إنقاذ الدراما، وإصلاح ما أفسده الإنتاج الخاص طوال السنوات السابقة!. [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى