هي فعلا في نظري بشرة سارة وأجمل مفاجأة وأغلي هدية يمكن أن نتلقاها كمصريين ونحن نبدأ عام جديد نمتني من المولي عز وجلي أن يحمل معه كل الخير للجميع , واعتقد أنه لا توجد هناك بداية أفضل من أن نستمع ونستمتع من جديد لنغمات وصوت مصر الدافئ المطربة الكبيرة " نجاة الصغيرة " . نعم لقد رجعت إلينا أخيرا نجاة من خلال أغنيتها الجديدة " كل الكلام " , وأقول أخيرا لأن مسألة رجوعها ظلت مجرد خبر يتردد بين الحين والأخر وبتأكيد منها هي شخصيا , ولكن طال الانتظار فيأسنا أن تكون تلك العودة حقيقة مؤكدة وليست مجرد ظن أو لنقل " أيظن " علي أسم أشهر وأهم أغانيها ! ولكن ولمن يعرف المطربة عن قرب يعلم جيدا أن لديها " وسوسة " ناحية فنها وهذا راجعا بالطبع لعشقها للغناء الذي بدأته في سن مبكر وهي مازالت طفلة لم تبلغ العاشرة بعد , ومن المؤكد أن تلك الوسوسة قد أفادت المطربة الكبيرة فيما وصلت إليه من مكانة وقيمة فنية كبيرة كواحدة من قمم الغناء في مصر والعالم العربي كله. ولعلنا استمتعنا كثيرا بما قدمته من قبل من روائع الأغاني في زمن الفن الجميل وأيام العصر الذهبي للطرب والمطربين ومن منا ينسي لها لا تكذبي وكل شيء راح وانقضي وآه لو تعرف وإلا أنت والطير المسافر وأما براوة ودوبنا حبايبنا ومتى ستعرف كم أهواك وساكن قصادي وعيون القلب وأنا بعشق البحر وفاكرة , وغيرها من الأغاني التي وصلت إلي حوالي 114 أغنية . علي عكس شقيقتها الراحلة السندريلا سعاد حسني , حيث تحسب نجاة علي الغناء وليس التمثيل , إلا أنها ومثل غيرها من مطربات عصرها , كانت حاضرة في السينما بعدد من الأفلام , قد يكون قليل نوع ما إلا أنه ترك بصمة داخل وجداننا وفي ذاكرتنا , ولعل " الشموع السوداء " مع نجم الكرة الشهير صالح سليم , يعتبر من أكثر الأفلام التي كانت ومازالت تعد واحدة من أهم كلاسيكيات السينما المصرية , كما قدمت نجاة أفلام أخري جميلة أيضا ومنها شاطئ المرح و7 أيام في الجنة وابنتي العزيزة وكان أخر أفلامها هو " جفت الدموع " . ومن المؤكد أن عودة نجاة للغناء فيه إحياء لعودة الطرب الأصيل الذي افتقدناه كثيرا , خاصة وأنها لا تقدم إلا كل ما هو جيد وجميل , وهذا ما لمسناه بأنفسنا عندما استمعنا إلي أغنيتها الجديدة , وكيف لا تكون كذلك وقد شارك فيها عمالقة الطرب الشاعر الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي وتلحين " طلال " وتوزيع يحيي الموجي ومن إخراج هاني لاشين . وبالتالي لم يكن غريب وبرغم أنها لم تطرح سوي منذ ساعات قليلة إلا وقد جاءت ردود الأفعال عليها سريعا وكلها معجبة ومرحبة بالأغنية وصاحبة الأغنية . ونحن بدورنا أيضا نرحب بعودة صوت نجاة الحنون ونقول لها عود حميد ونرجو إلا تبتعدي من جديد , فساحة الغناء تنتظر وجودك كي تنتعش وتطرد بأغنياتك الراقية , كل ما هو موجود علي السطح من تلوث سمعي , يسمي خطأ بأغاني بينما هي مجرد عشوائيات ومهرجانات يغنيها كل من هب ودب من المهرجين أو البهلوانات ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;