المسرح له الكثيرون ممن يحبونه ويفضلونه على السينما رغم أن تكلفته أكثر من السينما.. وبالطبع معهم كل الحق فالمسرح أنت تكاد تتنفس مع الأبطال.. تكاد تعيش معهم سواء كانوا في غرفة أو أي مكان اخر حسب الديكور.. لكن بالطبع السينما هي في النهاية صورة، ورغم هذا فهي تحمل حياة كاملة من شوارع وبيوت وأندية وبحار وصحارى وخناقات نجح الغرب في أن يجسدها كحقيقة أمامك علي الشاشة ولكن المسرح يحصرك في نفس المكان الذي تقع فيه الأحداث.. غرفة.. حديقة او غيرها من الأماكن. المشكلة حاليا أن المسرح لدينا منذ سنوات كما يقال باللغة العامية «بعافية شوية» ورغم كراهيتي للغة الدارجة فإن هذا التعبير هو الشائع لدينا بالنسبة للمسرح. وفي الحقيقة ليس الآن فقط بل منذ أكثر من سنتين أو ثلاث ونجد أكثر من مسرح مغلقا والسبب كما يقال لنا مغلق لأسباب أمنية. أن نحرص علي حياة المتفرجين هذا شيء لا غبار عليه، بل هو الواجب الأول أن يكون المسرح مؤمنا تماما حتي لا يحدث أي طارىء يؤثر علي المتفرجين أو في المبني بعد ذلك. وكثيرا ما تساءلنا عن سبب إغلاق هذا المسرح أو ذاك فيقال لنا مغلق لأسباب أمنية!! لكن هل يصل الأمر كما الآن أن يكون لدينا خمسة مسارح مغلقة لدواعي الأمن أو لدواع أخري بصراحة لا أقتنع بها وحتي دواعي الأمن لا أقتنع بها لأنها زادت علي الحد المعقول. هل تأمين المسارح مشكلة الي هذا الحد؟ ألا تستطيع جهة التأمين أن تنفذ مهمتها بالسرعة الواجبة في هذه الأماكن التي يرتادها الجمهور؟! هل نقص الميزانية يمكن أن يغلق مسرحا؟! هناك أكثر من سبب يقال لنا والنتيجة أن لدينا خمسة مسارح مغلقة!! والغريب أن التأمين يتم بالنسبة لمسرح ثم يعاود المسرح الإغلاق أيضا بسبب التأمين وبالطبع هذا أمر بالغ الغرابة ولا ندري الجهة المسئولة عنه؟ المهم أنها حالة أصبحت شبه مستمرة. والجديد هو تلك المسارح التي ترفع ستارها لثلاثة أيام في الأسبوع أو لأربعة أيام فقط. هل قل جمهور المسرح لدينا لهذه الدرجة وهل جمهور زمان أقل من ربع ما نحن عليه الآن من التعداد؟! في النهاية لا أجد من أوجه له هذا التساؤل ولكن أرجو من المتسبب أن يحاول ان يجد لأزمة المسرح حلا.