موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بورسعيد    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    «المالية»: نصف مليار جنيه تمويلًا إضافيًا لدعم سداد أجورالعاملين بالصناديق والحسابات الخاصة بالمحافظات    رئيس الوزراء: برامج التعاون مع البنك الدولي تستهدف دعم القطاع الخاص    انطلاق «عمومية المنشآت الفندقية» بحضور رئيس إتحاد الغرف السياحية    كيفية الحفاظ على كفاءة التكييف في فصل الصيف    تطهير شبكات ومواسير المياه بقرية الأبطال في الإسماعيلية    السعودية ترحّب باعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين    يديعوت أحرونوت: وزارة الخارجية الإسرائيلية تدرس سلسلة من الإجراءات العقابية ضد أيرلندا وإسبانيا والنرويج    بعد الفشل في سداد الديون.. شركة أمريكية تستحوذ على ملكية إنتر ميلان    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    "الرجل الأول والعقد".. كواليس رحيل بوتشيتينو عن تشيلسي    هاني شكري: الكاف المسؤول عن تنظيم نهائي الكونفدرالية ونتمنى فوز الأهلي بدوري الأبطال    "معيط" يوجه بإتاحة نصف مليار جنيه لدعم سداد أجور العاملين بالصناديق والحسابات الخاصة بالمحافظات    تأجيل محاكمة طبيب نساء شهير وآخرين بتهمة إجراء عملية إجهاض بالجيزة    المشدد 7 سنوات للمتهم بقتل ابن زوجته بالقليوبية    ترقب المصريين لموعد إجازة عيد الأضحى 2024: أهمية العيد في الحياة الثقافية والاجتماعية    انتقاما من والده.. حبس المتهمين بإجبار شاب على توقيع إيصالات أمانة بالمقطم    تطورات الحالة الصحية للفنان عباس أبو الحسن.. عملية جراحية في القدم قريبا    المتحف القومي للحضارة يحتفل باليوم العالمي للمتاحف    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    غادة عبد الرازق تعود للسينما بعد 6 سنوات غياب، ما القصة؟    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    تراجع جديد.. سعر الريال السعودي اليوم الأربعاء 22-5-2024 مقابل الجنيه المصري بمنتصف التعاملات    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    لمواليد برج القوس.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    « وتر حساس » يعيد صبا مبارك للتليفزيون    رئيس حزب الجيل: فخور بموقف مصر الحاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    لمدة يومين.. انطلاق قافلة طبية إلى منطقة أبوغليلة بمطروح    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    التكييف في الصيف.. كيف يمكن أن يكون وسيلة لإصابتك بأمراض الرئة والتنفس؟    قمة عربية فى ظروف استثنائية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    حفظ التحقيقات حول وفاة طفلة إثر سقوطها من علو بأوسيم    صدمه القطار.. مصرع تلميذ أثناء عبوره «السكة الحديد» بسوهاج    جامعة حلوان الأهلية تنظم ندوة حول "تطوير الذات"    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    سيدة «المغربلين»    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    الرئيس الصيني: السياحة جسر مهم بين الشعبين الصيني والأمريكي للتواصل والتفاهم    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    الحكومة العراقية تطالب بإنهاء بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نادر صلاح الدين: «مسرح مصر» أخرج الجمهور من بيته ومنح مسارح الدولة «قبلة الحياة»

غير حزين لارتباط التجربة بأشرف عبد الباقى فقط.. فالجمهور لا يعرف من يعملون خلف الكاميرا
من يهاجموننا عليهم تقديم شكل جديد يحقق نفس نجاحنا.. ولهذا السبب فشل " تياترو مصر "

إضحاك المتفرجين هدفنا وشعارنا " لا دين لا جنس لا سياسة"

تنبأت بنجومية مصطفى خاطر لذلك أعطيته أدوارا كبيرة.. وكل عام يخيب ظننا من لمعوا فى السينما والدراما التليفزيونية

يعتلى اسمه منذ سنوات أفيش أعمال "مسرح مصر" كمؤلف ومخرج لها، بصورة جعلت الكثيرين يتساءلون، عما إذا كانت هذه التجربة اختطفته من السينما التى اختفى اسمه من على أفيشاتها فى الأعوام القليلة الماضية، وتحديدا منذ فيلم " حماتى بتحبنى " لميرفت أمين وحمادة هلال، برغم تميز أعماله السينمائية والتى بلغت نحو 13 فيلما ومنها " زهايمر " لعادل إمام و"اللى بالى بالك" وبوحة و"الليمبى 8 جيجا " لمحمد سعد و"الرهينة " لأحمد عز و"جعلتنى مجرما" لأحمد حلمى وغيرها.

عن تجربته مع مسرح مصر وهل ترك السينما من أجلها؟ وكذلك عن رحلته مع السينما، وجديده الفترة المقبلة.. التقت "الأهرام العربي" المؤلف والمخرج نادر صلاح الدين فى هذا الحوار:

قدمت كمخرج ومؤلف للمسرح الجامعى نحو 60 مسرحية وما يزيد على 80 مسرحية لمسرح مصر،فى حين لم تقدم للسينما سوى 13 فيلما، لماذا؟

الكتابة للسينما والتحضير لها يستغرق وقتا طويلا، كما أنه لا يمكن التعامل معها بنفس أسلوب المسرح، خصوصا أن ما نقدمه على خشبة مسرح مصر فى حدود الساعة تقريبا، حتى المسرحيات التى قدمتها فى الجامعة كمخرج، كان أغلبها مأخوذا عن أعمال عالمية أو معروفة،، وبرغم أن هناك فرقا كبيرا بين التحضير للسينما عن المسرح، فإننى منذ بدأت رحلتى مع السينما فى عام 2002 كنت أقدم فيلما كل عام، ولم أتوقف سوى 3 سنوات فقط وهو معدل أراه جيدا.

ماذا عن تجربتك مع المسرح؟

المسرح استغرقنى طويلا خصوصا فى الفترة التى كان يمر بها بكبوة، فقدمت مسرحية "براكسا" بطولة الفنانة بشرى، لإخراجه من هذه الكبوة بعمل يحيى المسرح الموسيقي، وكرسالة للجميع بأنه يمكن إنتاج هذا النوع من العروض المسرحية، حتى لو بلغت تكاليفه الحد الأقصى، فقد تجاوزت تكاليف هذا العرض وقتها 2 مليون جنيه، وقمت بعرضها على الأوبرا، لكنها توقفت بسبب قيام ثورة 25 يناير، خصوصا أننا كنا نعرض وقتها على مسرح قصر النيل القريب جدا من ميدان التحرير، فتوقفنا برغم نجاحها الكبير، وطلبها بعد ذلك لتمثيل مصر فى أوبرا عمان. وبرغم توقف مشروعى بسبب ظروف الثورة، فإنه بقى بداخلى حتى التقيت الفنان أشرف عبد الباقي، فوجدت فى مشروعه جزءا من مشروعى والخاص بفكرة إحياء المسرح.

لكن هناك اختلافا كبيرا بين ما يتضمنه مشروعك، وما يتم تقديمه على خشبة مسرح مصر؟

كان أمامى إما أن أركز على فكرة إحياء المسرح بالنوعية التى أحلم بتقديمها، أو التركيز على إحياء المسرح بشكل عام وأشمل، ولأن الحل الأول لم يكن متاحا بسبب الظروف التى نعيش فيها، اخترت الاندماج مع فكرة أشرف عبد الباقى ومجموعته، وأنا على يقين بقدرة هذه المجموعة على إحياء المسرح مرة أخرى، وهو ما يعنى أننى حققت نفسيا جزءا من مشروعى الخاص.

كيف ترى تجربة مسرح مصر بعد 5 أعوام من بدايتها؟

تجربة ناجحة أفرزت نجوما ومواهب مختلفة ومفهوما وفكرا جديدا للمسرح،، كما أفرزت شكلا من اشكال المسرح العائلي، حيث تأتى العائلات وهى على ثقة بأنها لن تسمع لفظا خادشا أو خروجا على الآداب والتقاليد، لذلك أراها تجربة مهمة جدا للمسرح المصري، بل قبلة الحياة حتى لمسارح الدولة، لأنها أخرجت الجمهور من بيته وجعلته يبحث عن المسرح ويعتاده، وبالتالى أفادت بشكل كبير مسرح الدولة وأعادت الثقة له.

لكن التجربة كلها تحسب لأشرف عبد الباقى؟

لأن هذا هو الطبيعى فى مجالنا، وأرى أن على كل شخص أن يكون مدركا لطبيعة عمله وشروط مهنته، فالمؤلف والمخرج عليهما أن يدركا أن دورهما خلف الكاميرا وليس أمامها، ومن مسئولياتهما أن يدفعا بالممثلين إلى النجومية، وإذا أرادا نجومية الممثل عليهما أن يعملا بالتمثيل.

حتى من أصبح نجما يحسب الفضل فى ذلك لأشرف عبد الباقى؟

لأنه عمل طفرة لم تكن موجودة وأعطى من نجوميته للشباب، كما أن الجمهور عندما يدخل فيلما، يخرج ليقول شاهدت محمد سعد أو غيره من الممثلين، ولا يخطر على باله المؤلف أو المخرج، ومن القليل جدا أن يخرج الجمهور وفى ذهنه المخرج أو المؤلف، مثلما حدث مع جلال الشرقاوى فى مسرحية " مدرسة المشاغبين ".

كثير من النقاد يرى أن مسرح مصر ما هو إلا اسكتشات.. فما ردك؟

أراه عدم تقدير لهذه التجربة وعدم فهم للمسألة الفنية، فهذا النوع من الفن موجود منذ سنوات طويلة، كما أن المسرح المرتجل يدرس بالأكاديميات التى تخرج فيها هؤلاء النقاد الذين يسخرون منه، والأمر فى غاية البساطة وهو أن من لا يعجبه مسرح مصر عليه أن يقدم شكلا آخر، يلقى نفس نجاحنا خصوصا أن هناك من حاول تقليد مسرح مصر وفشل، وهناك من قدم برامج بنفس طريقتنا المسرحية، وسأكون سعيدا بتجارب أخرى تحقق نجاحا، كسعادتى بنجاح " قواعد العشق الأربعون " و"يوم أن قتلوا الغناء".

كيف كنت تقدم مسرحية كل أسبوعين؟

حتى الآن لا أعرف كيف استطعت ذلك، فعندما دخلت هذه التجربة قيل لى إننا سنقدم مسرحية كل أسبوع، فقلت لهم دعونا نجرب مع أول مسرحيتين، لأكتشف بعدها أننى كتبت ما يزيد على 80 مسرحية تأليفا وإخراجا، والذى أراه فرجا من عند الله وليس بمقدرة أو تخطيط مني، وبالطبع ليست كلها على نفس المستوى، وقد لا يعلم الكثيرون أن هناك مسرحيات كتبتها ولم تمثل لأنى لم أكن راضيا عنها، وهناك مسرحيات كتبتها ولم تلق قبولا من الممثلين فلم نمثلها، لأننى على يقين بأن الممثل لو لم يكن مقتنعا بما يقدمه لن يؤديه بشكل جيد.

هل هناك أفكار معينة تسعى لتقديمها عبر مسرح مصر؟

لدينا قواعد لا نخرج عنها وهى أنه لا دين ولا جنس ولا سياسة، وإن كنا قدمنا بعض المسرحيات ذات الطابع السياسى مثل "وزير السعادة"، كما أننا نعمل بمبدأ أن مسرحنا هو مسرح الضحك، وأرى أننا نساند فى ذلك الدولة، لأن لديها مسرحا اسمه "المسرح الكوميدى "، مما يعنى أن الدولة كانت منتبهة جدا، عندما أنشأت المسارح بضرورة وجود مسرح للكوميديا بجانب المسرح القومي، الطليعة، الحديث، الشباب.

لكن دائما لا يظهر مضمون المسرحية إلا فى نهايتها؟

لأننا نريد تقديم الرسالة بشكل بسيط، ولا بد أن تأتى هذه الرسالة فى آخر المسرحية وتصبح فاشلة لو جاءت الرسالة فى البداية، ويحسب لمسرح مصر أنه ولأول مرة فى القطاع الخاص يقدم مسرحية تاريخية فيها شهريار والسلطان سليم الأول، ولأول مرة يقدم مسرحية خيال علمي، ولأول مرة يقدم مسرحية القراصنة، فهذه الأشكال لا يمكن أن يقدم عليها المسرح الخاص، الذى تعود على مجرد حدوتة غالبا بطلها مطرب وراقصة، لذلك كانت مغامرة أن نقدم هذه الأشكال الجديدة فى المسرح الخاص.

هل هناك ممثل فى مسرح مصر ترى أنه لم ينل حظه بعد من النجومية؟

لا أستطيع أن أقول ذلك بعد 100 مسرحية تم تقديمها، فهذا العدد كاف لأن يتميز من يستحق التميز سواء من جانبه أم من جانب الجمهور الذى يعمل على تميزه دون غيره بالحب الذى يمنحه له.

هل شعرت فى بداية تعاملك معهم بأن أحدا سيكون مميزا؟
شعرت بذلك مع مصطفى خاطر، فقد رأيت أن لديه طاقة كبيرة لم تستغل بعد، ولم يكن يعطى الفرصة الكافية فأعطيتها له، وكذلك حمدى الميرغنى وكريم.

لماذا لم تتم الاستعانة بنجوم بجانب أشرف عبد الباقى؟
حاولنا ذلك ولكن أغلب النجوم اعتادوا على إجراء بروفات المسرح فى شهور، لكننا لا نجرى سوى بروفتين فقط، كما أن النجوم مشغولون أكثر بالسينما والدراما التليفزيونية والمسرح سيجعلهم يغيرون نظامهم وأغلبهم لا يريد ذلك.

أليس هناك تخوف من ابتعاد بعض نجوم مسرح مصر بسبب انشغالهم بنجوميتهم فى السينما والدراما؟
كل موسم نضع هذا الاحتمال، لأنه حقهم، لكن فى كل موسم يخيب ظننا لتمسكهم بالمسرح لإحساسهم بأنه بيتهم، وأن الجمهور نفسه يشعر بأنهم عيلة واحدة، لذلك يحاولون الحفاظ على شكل هذا
العائلة.

لماذا فشل من قاموا بتجربة " تياترو مصر" برغم حصولهم على اسم ناجح مع الناس؟
لعدم وجود التناغم بين أعضاء الفرقة، والذى كان سر نجاح الفرقة الأولى، لذلك استمر معهم حتى بعد تغيير الاسم إلى فرقة " مسرح مصر "، علاوة على غياب الهدف لدى " تياترو مصر " فى حين أننا حافظنا على هدفنا وهو عدم تقديم أى شيء سوى الضحك.

كيف ترى عروض مسر ح مصر فى البلاد العربية؟
كان منظرا مفرحا ونحن نعرض فى الكويت، فلم أر مسرحا يحوى ما يزيد على 3500 متفرج، لدرجة أنى ذهبت بنفسى إلى آخر مكان فى الصالة فكانت صدمة لى، حيث لا يكاد المتفرجون الموجودين فى هذا المكان يرون الممثلين على المسرح بسبب الإقبال الشديد والجماهير الغفيرة التى ملأت المسرح. كما عرضنا فى دبى وأبو ظبى أيضا.

كيف ترى المسرح العربى؟
متوقف عند الأفكار القديمة، لكن يحسب للأجيال الجديدة أنها تحاول التطوير بتجارب حقيقية.

هل متعتك الأساسية فى كونك مؤلفا أم مخرجا؟
متعتى أراها فى ممارستى للفن ذاته، وقد لا يعلم الكثيرون أننى مارست العمل كفنان تشكيلى، ثم عملت فى الديكور والإضاءة وأكتب الأغانى، إلى أن وجدت نفسى أكثر فى العمل كمخرج ومؤلف.

لكنك حاولت التمثيل أيضا؟

بالفعل، ففى سنة أولى جامعة بكلية التجارة عملت كممثل، ولكن لم أشعر بأى إشباع داخلى ولم تمض شهور قليلة حتى كنت أعمل مساعد مخرج، ثم عملت فى الديكور والموسيقى والإضاءة، فقد كانت لدى رغبة حقيقية فى فهم كل تفاصيل المسألة الفنية إلى أن وجدت نفسى أكثر فى الإخراج مع التأليف الذى كنت أمارسه من قبل دخولى الجامعة.

هل تسمح كمؤلف لأحد بأن يغير فيما تكتبه ؟
أنا لا أتعامل مع عرائس، فمثلا عندما أتعامل مع فنان بحجم عادل أمام لديه خبرة طويلة وله وجهة نظر، وبالتالى عندما يقرأ سيناريو لى، فمن الطبيعى أن يناقشنى فيه ويحاول كل منا يقنع الآخر بوجهة نظره، فالممثل كائن حى وله فكره وتطوره ورأيه، لا شك يعلى من قيمة العمل، وهناك أفلام لى شهدت شدا وجذبا كبيرا بسبب الاختلاف فى وجهات النظر، فمثلا فيلم "الرهينة" قمت بتعديل السيناريو، لدرجة أننى عملت أكثر من 16 نسخة بسبب التعديلات التى أجريت عليه نتيجة لتعدد وجهات النظر بينى وبين أحمد عز والمخرجة ساندرا نشأت والمنتج وائل عبد الله، وبالطبع كل ذلك كان يصب فى صالح العمل. أيضا فى فيلم " حلم العمر " لحمادة هلال، كان المنتج محمد السبكى صاحب الاقتراح بأن تموت البطلة، بعد أن انتهيت من كتابة الفيلم دون موتها، فأخذت أفكر فى اقتراحه فوجدته يتماشى مع طبيعة جو الفيلم الميلودراما، وسيكون دفعة كبيرة لبطل الفيلم، لكن لو كان قد اقترح هذا مع فيلم " جعلتنى مجرما " كنت سأرفضه لأن الفيلم لايت كوميدى ولا تتيح أجواؤه موت البطلة .
هل كنت تتقبل ذلك بهذه السهولة؟
ولم لا، فالفن هنا عمل جماعي، لذلك أرى بأنه طالما ارتضى المؤلف الدخول وسط مجموعة فعليه أن يقبل وجهات نظرها، وإلا فعليه أن يعمل بمفرده ويتحول إلى مؤلف ومخرج وممثل معا، أيضا لدى اقتناع بأنى لا أكتب شيئا منزها، فهو ليس بقرآن لا يمكن التعديل فيه، وكلنا نتكاتف من أجل الوصول للشكل الأفضل.

ماذا عن تعاملك مع عادل إمام؟
حدث خلاف بيننا فيما يتعلق بالسباك الذى يكشف الحقيقة له فى " زهايمر"، فقد كان يريد شخصا آخر يتسم بقوة دوره فى الفيلم يكشف هذا الأمر، وليس مجرد سباك يأتى من الخارج، لكنى كنت مقتنعا بأن فكرة السباك على قدر بساطتها، إلا أنها ستصيب المتفرج بالصدمة، وظللنا نتناقش فى هذا الأمر طويلا، إلى أن اقتنع بوجهة نظري، أيضا كان يريد أن يستمر الفيلم حتى نهايته بالكآبة التى بدأ بها، بينما كنت قد كتبت الجزء الثانى منه بشكل كوميدى، مثل محاولته بعد اكتشاف إصابته بالزهايمر وتربية أولاده وضربهم وإجبارهم على الاستحمام، فأخبرته بأنى لا أستطيع أن أكمل الفيلم بهذا الشكل القاتم الذى يريده، لأن جمهور عادل إمام يدخل أفلامه وهو مستعد لجرعات من الكوميديا، ومن الصعب أن يدخل فيجد فيلما كله كآبة، وظللت معه إلى أن اقتنع بوجهة نظري.

هل كان الفيلم مكتوبا لعادل إمام أم تم ترشيحه له؟
كان مكتوبا له، ولكنى لا أكتب شيئا غير مقتنع به، حتى لو كتبت شيئا لم يقتنع به عادل إمام أناقشه، فإن لم أقتنع أطلب منه أن يتركنى يومين لأعرف كيف أحل ذلك بشكل درامى يجعلنى مقتنعا بهذا التغيير، وما لا يعرفه الكثيرون أن أغلب أفلامى مكتوبة خصيصا لنجومها ومنها أفلام محمد سعد

كيف ترى تجربتك مع محمد سعد؟
محمد سعد نوع من الممثلين الأقوياء جدا، لديه إمكانات غير موجودة لدى كل الممثلين المصريين تقريبا، ينتمى لفكر الأداء الحركى الذى لا يعنى الرقص، وهذه المدرسة مشكلتها أن عمرها قصير بالنسبة للممثل إذا استمر معها لفترة طويلة، وهو ما حدث مع سعد، لذلك عندما قدم" الكنز" نجح، لأنه فاجأ الجمهور بتغيير " الفورمة " والحمد لله، أنه قدم معى أنجح تجاربه خصوصا " اللى بالى بالك لأنه كان متكاملا دراميا وتمثيلا وأعترف بأننا فشلنا فى تقديم فيلم مثله، حتى فيلم " بوحة " الذى يوجد به أكبر كمية ضحك كان بناء مختلفا ومن مدرسة أخرى. ثم فيلم " اللمبى 8 جيجا ".

هل من السهل عليك كمؤلف أنك تكتب أفلاما مطلوبة منك بصورة قد تجعل البعض يطلق عليك مؤلف تفصيل للنجوم؟
يصعب على الهواة فعل ذلك، لكنه سهل على المحترفين، وهذا الأسلوب يعتمد عليه الأمريكان بشكل كبير، حيث يؤتى بالمؤلف ويقال له "معنا فلان بطلا ونريد عمل فيلم له"، فمثلا فيلم "الرهينة" جاءت لى شركة الإنتاج بقصة نبيل فاروق، وقالت لى نريد تحويله إلى فيلم يقوم ببطولته أحمد عز، فعندما قرأتها أبلغتهم بأنى سأغير فى أحداثها فوافق فاروق، وكان شرط المنتج وائل عبد الله، أن يكون الفيلم شعبيا به جرعات كوميدية عالية.

وهل تقبلت العمل تحت هذه الشروط؟
نعم لأن ذلك هو الاحتراف، أن تحول موهبتك بشكل يخدم مشروعك الفني، خصوصا أن أغلب أفلامى طلبت منى فيما عدا فيلمى "كود 36 " و"حلم عزيز"، لأن الطلب كان وقتها أكثر من المعروض وتحديدا مع ظهور هنيدى كبطل، إلى أن جاءت الثورة فغيرت كل ذلك، لدرجة أننى بعد أن كنت أضع رجلا على رجل ويتحايل على المنتجون، لم أقدم منذ 2011 سوى "حماتى بتحبنى".

أخيرا.. ماذا عن الجديد فى مسرح مصر فى موسمه المقبل؟
سوف يبدأ مع بداية عيد الفطر المبارك، والجديد أننى سأتخلى عن دورى كمؤلف وسأكتفى بعملى كمخرج، حتى أتفرغ للسينما وللدراما التليفزيونية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.