كنت أعتقد أن فيلم جيمس بوند "Spectre 007" عام 2015 مجرد فكرة تعتمد على الخيال والإبهار فى أفلام الاستخبارات والتجسس.. إنما أن يتحول هذا إلى واقع بدأ تنفيذه منذ عام 2017 فى أمريكا وصار اليوم ينتشر فى بعض دول العالم المتقدمة فهذا ضرب من الخيال!!. لقد تلقيت فيديو إعلاني من إحدى الشركات الأمريكية المتخصصة فى الوسائط الإلكترونية، يظهر فيه آخر صيحة فى ستوكهولم وهى "حفلات زرع شرائح رقمية" تحت جلد الإنسان تستخدم فى فتح الأبواب المشفرة وحفظ كل البيانات الإلكترونية الخاصة بالشخص، وأصبح كل شئ غير مرئى، فبدلاً من حمل بطاقات الائتمان والهواتف المحمولة فى الجيوب؛ صار مزروعاً داخل جسم الشخص!!. ويشرح الفيديو كيف أن أكثر من 3500 سويدى زرعوا شرائح صغيرة تحت جلودهم، وتضاعف العدد ثلاث مرات في غضون عام، كما استخدموها أيضاً مع الحيوانات الأليفة، ليتمكن أصحابها من تتبعها، ويؤكد هؤلاء أن العالم سيصل إلى مرحلة يقوم فيها الأشخاص بتجارب مماثلة ليصيروا بصحة جيدة وأكثر قوة ويدركون السعادة خلال حياتهم اليومية!!. وقد أكد كل من مر بالتجربة أنه لا يمكنهم تخيل حياتهم دون الشريحة بعد زرعها بأجسادهم، وبعضهم يَرَوْن أن عملية زرع جهاز تنظيم ضربات القلب أخطر بكثير من زرع شريحة إلكترونية؛ فالعملية ليست مؤلمة مثلها مثل "ثقب الأذن"؛ وعلى الرغم من تصريح كثيرين أثناء الحملة الدعائية للعملية استعدادهم لخوض الكثير من تجارب أخرى مماثلة إذا استمر التطور التكنولوجي فى الازدياد؛ إلا أن نشطاء حماية البيانات حذروا من أن الشرائح الإلكترونية يمكن استخدامها لتشكيل سلوكيات للأشخاص!. ويؤكد بعض العاملين فى مجال التكنولوجيا أنه خلال 30 عاماً من الآن سيكون هناك انقساماً واضحاً فى المجتمع بين أناس عضويين وآخرين غير عضويين "organic people & Non-organic people"؛ لأن البعض سيستمر فى رفض أى إلكترونيات فى أجسامهم، وسيكون هذا كمن يرفض اليوم التأمين الصحى على حد قولهم. ويبرر المروجون لتلك التقنية دوافعهم بأن غالبية الأشخاص إن لم يكن جميعهم يحملون بطاقات وأجهزة إلكترونية متعددة تعمل بنفس التقنية بمحافظهم ليل نهار، مما لا يشكل نقلها من جيوبهم إلى أجسامهم نقلة علمية هائلة، وطالما أنها مازالت اختيارية فلا داعى للقلق، وعجلة التطور ستظل تدور حتى فى وجود معارضين لها!!. [email protected] لمزيد من مقالات د.دعاء قرنى