عشوائيات القاهرة الكبرى قنابل موقوتة تكاد تنفجر فى أى لحظة، كان أناسها منسيون، المياه لديهم تكاد لا تتعدى الأدوار الأولى إن وجدت، لا مستشفيات حكومية ترعاهم إلا بعض القليل من الخاصة، التي تستبد بهم طالما لا يدفعون فلا يعالجون، مدارسهم من ذوات الورديات الثلاث وقليل منها ورديتان، مقاعدهم تربو على الثمانين غير الطلاب الوقوف، صرفهم الصحي بين منازلهم وفي شوارعهم ويكاد يخلط بماء شربهم. وغيرها وغيرها الكثير من مشاكل قاطنى العشوائيات، فهم خارج حسابات المسئولين، الذين يجيدون فن التطوير للأحياء الراقية وقاطنيها من أصحاب الفيلات والشقق ذات الخمس نجوم والسيارات الفارهة. كل ما تقدم وغيره كثير لمسته القيادة السياسية الواعية، ووضعت يدها عليه، فقررت تشخيص الداء وإصدار الأوامر العليا بالدواء الناجع والقاضى نهائيا على سرطان المناطق الشعبية، وأعطى التوجيهات وصدرت الأوامر العليا ورصدت المليارت وتبقى الرجال القادرون على التنفيذ وتذليل الصعاب حتى تشفى الأحياء الشعبية من أمراضها، ويستيقظ المسئولون من سباتهم مكتفين بما تم من تدليل لأحيائهم الراقية، فقد آن الأوان للنظر إلى قاطني هذه الأحياء ونقلهم إلى حياة أكثر رفاة وآدمية مما كانوا ومازلوا عليه ونحن في الألفية الثالثة. منذ أن بدأ الفترة الرئاسية الثانية آلى الرئيس على نفسه ألا يهدأ له بال حتى يهنأ سكان العشوائيات بحياة رغدة هانئة، وحتى يتحقق له ما يريد، فلابد من رجال أصحاب عزم وهمم واسعة، فكان تغيير المحافظين بداية للخطوة الثانية، وبدأ السادة المحافظون خطوة التغيير العاجلة فنزلوا إلى الشارع مصطحبين رجالاتهم من وكلاء المحافظة ورؤساء الأحياء المهمشة، وأعلنوا الحرب على الإدارة من خلال الكراسي والمكاتب الفارهة. وبدأت بالفعل رحلة تطوير الأحياء من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق والوسط، ولمس المواطنون رياح التغيير التي هبت إلى أحيائهم كالعاصفة، والجديد الذي أسعد بالفعل قلوبهم البائسة أنهم رأوا بأعينهم قيادات لم يتصوروا أنهم سيكونون حولهم وبينهم مستمعين متفهمين لإزالة شكواهم من حياة بائسة. فالشكر موصول لكل من أسعد قلوب أناس هم بالفعل أهل مصر الطيبة، فشكرا للقيادة السياسية الواعية التي تفهمت مطلبهم وحنت عليهم وكفى عليهم ما قدموا وصبروا عليه طوال الأيام والسنوات الماضية، وشكرا للمحافظ الهمام اللواء أحمد راشد، الذي أثلج قلوب الملايين من أبناء المحافظة التي ظلت لسنوات طوال أحياءها الشعبية مهملة، حيث كانت تذهب الملايين لأحيائها الراقية، وشكرا محمد نور وكيل المحافظة ولرجاله، الذين حولوا مناطق جنوب وشمال الجيزة من مناطق خربة إلى أخرى جذابة ورائعة. لقد كانت هذه المناطق بالفعل في أشد الاحتياج إلى مسئولين أقوياء شرفاء ينتشلونها من وحل القمامة والباعة الجائلين والمفترشين شوارعها حتى لا يكاد السائر على قدميه يجد طريقا له، هذا غير بائعى الكيف بأصنافه وألوانه وبلطجية الحارات والشوارع، فنزل المحافظ الشريف أحمد راشد وأزال كل ما يعترض طريق المواطنين وجدد ورصف وشجر وأزال عمارات من ذوات ناطحات السماء دون تتردد أو سماع لمساومة، وهكذا أصبح حلم تطوير العشوائيات حقيقة ملموسة وواقعة. وللحوار بقية لإلقاء الضوء على ما جرى بدقة وببيانات ذات حقائق دامغة. لمزيد من مقالات فهمى السيد