لم أزر الكويت يوما، لكنى كمواطن مصرى كنت ومازلت محبا لكل بلدان العرب، مؤمنا بالعروبة وأن العرب جميعا شعب واحد، لهم وطن واحد يمتد من الخليج العربى إلى المحيط الأطلسي، وطن لا تحدده حواجز جغرافية وضعها مستعمر دخيل، وطن يتكامل مع بعضه بأناسه وموارده وقدراته، وطن كالنجوى وأناس كالنداء الجميل. لهذا كانت صدمتى كبيرة من تصريحات النائبة الكويتية صفاء هاشم المسيئة لمصر، ولن أرد على لغة المن المتعالية، التى تبدت فى حديثها، فهى لا تعبر إلا عن نفسها ورأيها وليس عن الكويت شعبا ودولة. والحقيقة أن رد رئيس البرلمان الكويتى الرافض لحديث النائبة، وكلمات مثقفى الكويت وكتابها المعبرة عن حب لمصر كفتنى عناء الرد على بذاءات صفاء، وأستأذنكم فى عرض بعض تعليقاتهم، إذ علق الكاتب الصحفى الشهير أحمد الجار الله بقوله «هناك بعض الجهات «تغيظهم» جودة العلاقات المصرية الكويتية» وقالت الإعلامية عائشة الرشيد للنائبة: أنت لا تمثلين إلا نفسك، ولا تمثلين الشأن الكويتي، وجاءت العبارات الأشد من الكاتب ناصر طلال الذى قال: يا صفاء، لو شرحنا عقولنا لوجدنا فى تلافيفها ما علمنا إياه السوريون والمصريون والفلسطينيون وسواهم من أشقائنا… هؤلاء هم أصحاب الفضل علينا ما حيينا.. ونحن يا صغيرة، مهما فعلنا فإننا لن نستطيع رد واحد من مليون من أفضالهم علينا، وإذا كنت تعتقدين أنهم مرتزقة فاذهبى للاغتسال فى بحار المغفرة ما بقى لك من أيام فى الدنيا، فهم يؤدون أعمالا ويتلقون أجرا عليها، وهم أسهموا ويسهمون فى بناء بلادنا». وأعادتنى كلمات هؤلاء المثقفين الأصلاء إلى ذكريات أحاديث ولقاءات فكر جمعتنى بالدكتور رشيد حمد الحمد وزير التعليم الكويتى الأسبق وسفير الكويت السابق بالقاهرة، وخلالها لم يكف د. رشيد عن التعبير عن حب الكويتيين لمصر واعتزازهم بدور المصريين فى بناء الكويت الحديثة، مشيرا إلى ان الكويت حين أرادت وضع دستورها اختارت لوضعه الفقيه الدستورى المصرى عبد الرزاق السنهوري، وحين أرادت تأسيس جامعتها استقدمت الدكتورين عبدالحليم منتصر وسليمان حزين ليضعا الأسس، والأمر نفسه حدث على الصعيد الثقافى والفني، حيث كان السفير دائم الإشادة بدور الفنان زكى طليمات فى وضع أسس المسرح الكويتي، ودور د. أحمد زكى فى إنشاء مجلة العربى فخر مجلات الكويت الثقافية، والتى قدمت أوراق اعتماد البلاد ثقافيا للعالم العربي، قبل أن تستقل الدولة وتقدم أوراق اعتمادها دبلوماسيا. اكتفى بهذا القدر مذكرا صفاء أن فقر مصر هو فقر نسبى مؤقت أولدته ظروف كثيرة، لن تلبث وتتجاوزها وتعود كسابق تألقها، وداخل مصر اليوم مائة مليون نسمة يأكلون من خيراتها، وخارجها عدة ملايين من أندر الخبرات ينقلون خبراتهم وعلمهم لإخوتهم العرب، فمصر ليست فقيرة بل غنية جدا بأبنائها وتاريخها وعطائها. لمزيد من مقالات أسامة الألفى