كتب الكويتي ناصر طلال مقالا بعنوان «رسالة إلى صفاء الهاشم» النائبة في مجلس الأمة الكويتي، ردًا على تجاوزها في حق المصريين وهجومها على وزيرة الهجرة د. نبيلة مكرم . وقال «طلال» في مقاله: بل أنْ تتفرعني و تنفجري عنصريةً ضد الوافدين و تطالبي حتى بدفعِهم مائة فلس ضريبةً عن مشيهم على شوارعِ الكويت ، عليكِ أنْ تنظري إلى بشاعة وجهكِ و أنتِ تتحدثين بما يُغْضِبُ اللهَ تعالى و رسولَه ، صلى الله عليه وسلم . وأضاف المقال: يا صفاء ، في دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ ، في زمانِ الفقر و العوزِ منذُ عشرينياتِ القرنِ الماضي حتى نهايةِ ستينياتِهِ ، كانت سوريا العزيزة والعراق العظيم ، ثم مصر الحبيبة في عهد جمال عبدالناصر ، يرسلون إلينا طواقم المدرسين و الأطباء و المهندسين على حساب حكوماتِهِم ، و تُدفَعُ رواتبُهُم من موازاناتها ، و يفتحون معاهدهم و جامعاتهم لطلابنا و طالباتنا و يؤمنون لهم السكن و يصرفون لهم رواتب شهريةً . وتابع: يا صفاء ، لو شَرَّحنا عقولَنا لَوجدنا في تلافيفها ما علمَنا إياه السوريون و المصريون و الفلسطينيون و سواهم من أشقائنا ... هؤلاء هم أصحابُ الفضل علينا ما حيينا . و نحن ، يا صغيرة ، مهما فعلنا فإننا لن نستطيعَ رَدَّ واحدٍ من مليون من أفضالهم علينا . و إذا كنتِ تعتقدين أنَّهم مُرتَزِقةٍ فاذهبي للاغتسال في بحارِ المغفرة ما بقي لكِ من أيامٍ في الدنيا ، فهم يؤدون أعمالاً و يتلقون أجراً عليها ، و هم أسهموا و يُسهمون في بناء بلادنا ، و لو كنا نتحدث بعدالةٍ لَوَجَبَ علينا منحهم الجنسيةَ بعد قضائهم خمسة عشر عاماً ، أو على الأقل أنْ نمنحهم الإقامة الدائمة غير المَشروطة . واستكمل: عندما تتحدثين عن الوافدين ، تذكري ، يا صغيرة ، أنهم بشرٌ مثلنا و فيهم كثيرون أفضل منا ... هذا الشقيق العربيُّ ، و الشقيقُ المسلمُ ، و الأخُ في الإنسانية ، مهما اختلفت أعراقُهم و أديانُهم هم بشرٌ يعملون و يبنون و يسهمون في كلِّ النشاطاتِ بجدٍّ و اجتهادٍ و شرفٍ ، و كما هم بحاجةٍ للعمل فإنَّ حاجتنا إليهم أعظمُ ، فلا تتعنطزي عليهم و كأنَّ البشرَ عبيدٌ عندكِ ، فوالله إنَّ الممرضة الفلبينية ماري ، و العامل النيبالي راما ، و الطبيب المصري سيد ، و المهندس السوري حسان ، و المدرس الفلسطيني عاطف ، و المدرب الجزائري الأخضر ، و و و ، هم في عيوننا ، و نحترمهم ، و نريد لهم حقوقاً أكثر . واستطرد: أتعلمين ، يا صغيرة ، أنَّ القوانينَ في قطر و الكويت بخاصة أقرت الالتزامَ بالقانونِ الدولي بشأن العَمالةِ الوافدةِ ؟ ... أتعلمين ، يا شابةً في الستين ، أنَّ دراسةً قُدِّمَتْ إلى رئاسة مجلس التعاونِ بشأنِ التجنيس و الإقامةِ الدائمةِ لحاملي الجنسياتِ العربية الذين ولدوا أو يقيمون في دول الخليجِ منذ خمسةٍ و عشرين عاماً ؟ و أنَّ إحدى الدولِ قامت بإعدادِ كشوفٍ للعملِ بالدراسةِ سواء أُقِرَّتْ أم أُجِّلَ النظرُ فيها ؟ . وأكمل: أتوجه بالتحية و الاحترامِ و التقدير لأعضاء مجلس الأمة الكويتي ، و إلى الشخصياتِ و القامات السياسية والفكرية و الدينية الكويتية من الجنسين الذين أعلنوا رَفْضَهم لتفاهاتك العنصرية و طالب بعضهم باستجوابك . وتابع: من جانبٍ آخر، أتوجَّهُ إلى وجه الخير ، الشاب الإنسان المتواضع البشوش المثقف ، على توجيهاتِهِ بتعديل بعض القوانين الجديدةِ للإقامة بما يتناسبُ مع الإنسانية و العدالة ، و على توجيهاته باستثناء السوريين و الفلسطينيين حملة الوثائق و اليمنيين و العراقيين من كثير من القوانين الجديدة . و أتمنى عليه أن يتم تضمين مناهج التعليم في كل المراحل الدراسية مادة جديدة مستقلةً هي حقوق الإنسان ، لأنَّ العنصرية الخفيةَ تتآكلُ قلوبَ بعضنا دون أن يدركوا ذلك ، بل لعلهم يدركونَ و يشعرون بزهو بسبب عَظَمَتِهُم الفارغة، و لي عودة لهذا الموضوع بإذنه تعالى . واختتم مقاله بملاحظة صغيرة قائلا: «يا صفاء ، عندما هاجر أجدادك إلى المغرب في بدايات القرن الثامن عشر ، و عادوا بعد عقود طوال و استقروا في الكويت ، كانوا بشراً و عرباً و مسلمين هناك ، و ظلوا بشراً و عرباً و مسلمين هنا ، فما رأيُكِ لو طبقنا عنصريتك بأثرٍ رجعيٍّ عليك و على كثيرين ؟ ... اذهبي و اغسلي وجهك من المساحيق ثم انظري في المرآةِ لتستعيذي بالله مما سترينه».