بالرغم من أن «بيل جيتس» لا يعانى مشكلات مع السباكين .. ولا يعيش فى منطقة تغمرها مياه الصرف الصحى.. فإنه قرر أن الأوان قد آن لصنع مرحاض لا يحتاج إلى مياه أو شبكة صرف صحى .. وماهى إلا سنوات وسيدخل هذا الاختراع كل بيت .. مثل كل الاختراعات التى حدثت على مر التاريخ والتى صنعها ناس يملكون خيالا خصبا.. وروحا تواقة للمعرفة .. ورغبة عارمة فى جعل حياة البشر أفضل وأجمل .. والأهم من كل ذلك يتحلون بصفة الشجاعة.. فهم يعرفون أن أى فكرة جديدة يمكن قتلها بالسخرية.. ويمكن طعنها بالتهكم.. ويمكن ذبحها بالرفض .. ويعرفون أيضا أنهم فى البداية سيتعرضون للهزائم والإخفاقات كما حدث مع «جورج برنارد شو» الذى أضحى من ألمع الكتاب فى العالم.. فقد ظل لمدة تسع سنوات يعرض مؤلفاته على الناشرين .. ويتلقى جملة واحدة فقط هى : «لا تصلح للنشر».. ولكنه لم يستسلم .. كأن يعرف أن من يتجه صوب حلمه عليه أن يتحلى بالمثابرة والعزيمة .. نعم إنها حقيقة.. فالموهبة وحدها لا تكفى .. مالم يصاحبها ثقة وتفاؤل .. والعبقرية وحدها لا تكفى.. مالم تقترن بالإصرار والجهد. من لديه حلم لا يبالى بآراء من حوله.. يعرف أن هناك من سيمطرونه بسيل من الكلمات المحبطة .. مؤكدين فشله فى تحقيق أى إنجاز.. مثل «جورج وستنجهاوس» الذى رفض أن يصدق الآراء السلبية التى كانت تقال عنه .. وأعطى ظهره للحكايات الغريبة التى كانت تحاك من حوله .. ولم يسمح لأحد أن يفقده ثقته فى نفسه .. لذلك حصل خلال رحلة حياته على براءة أكثر من أربعمائة اختراع. أيضا من لديه حلم «يصبح مهووسا به» لايهمه أنه سيكسر قيود المعلوم .. فمعظم الاكتشافات العظيمة فى مجال العلوم والفنون صنعها أشخاص كسروا الطرق العادية لإنجاز الأمور .. وغامروا بعيدا عن المألولف .. «فبيكاسو» كسر فى لوحاته القواعد المتعلقة بما يجب أن يكون عليه وجه الإنسان. نعود إلى «بيل جيتس» الذى يصنع الآن مرحاضا لايحتاج إلى شبكة صرف صحى .. ولا يحتاج إلى مياه .. والذى قال عندما سئل عن سر نجاحه أنه كان ممتلئا بالثقة والتفاؤل .. وأنه فى شتاء عام 1975 .. عندما قرر إنشاء شركته الخاصة فى عالم البرمجيات .. لم يكن يميز الليل من النهار .. كان يسقط من الارهاق.. ليجد نفسه نائما على كرسى .. أو ممددا على أرض الغرفة. وتبقى كلمات المخترع الأمريكى «فولر» الذى قال : لاينبغى لأحد أن ينسى .. أنه بغض النظر عن الصعوبة التى تبدو عليها تحديات الحياة.. فإن شخصا واحدا يمكنه أن يحدث الفرق فى هذا الكون .. وأن يلعب دورا فى تغيير شكل العالم وجعل حياة البشر أفضل وأجمل .. لذا كن هذا الشخص. لمزيد من مقالات عايدة رزق