قيل لى سوف يأتى هذا الشهر يوم عيدك و سنحتفل .. ربما بأغنية فى التليفزيون أو ببعض «المراجيح» التى تظهر فى شارعنا فقط فى المناسبات وربما بقطعة حلوى وبضع «بلالين».. حسنا.. لماذا تهتمون فقط بهذا الْيَوْمَ وهذا العيد! ألا تعلمون أن كل يوم هو عيد بالنسبة لى ..فهنا فى خيالى اصنع الأعياد واقضيها فى أرضى الواسعة.. فهنا لدى ملعب وبيت صغير وحديقة غناء ألهو وألعب هنا كيفما شئت ووقتما شئت. فأنا املك فى خيالى الكثير والكثير، هل تعلمون أن لدى فرسا عربيا أسود اللون انطلقت به كثيرا فى الصحراء، بينما فضل صديقى أن يركبه فى الحقول الخضراء ولا يوقف رحلتنا سوى تنبيه أمى بضرورة الهبوط عن السور الطوبى فهى لا تعرف انه حصانى الجديد ! أما أمس فقد قررت مع صديقى أن نقيم سباقا للسيارات، امتلك هو سيارة ضخمة سوداء اللون أما أنا فكانت سيارتى حمراء صغيرة، ولكنها سريعة، تركتها أيضا بعد آن ضاق احد الجيران من أصواتنا فى أثناء اللعب بالإطارات القديمة فى شارعنا...هو حقا لا يعلم قيمتها! واليوم صنعت سفينة متطورة بنفسى وجلست وسط مياه النيل لأختبرها. أما غدا فهو لناظره قريب .. أرى فيه حياة سعيدة لا يعمل فيها طفل ولا يهان.. يجد علاجه وتعليمه .. يجد المأوى..يجد طفولته. فأنا لست طفلا فقط.. بل أنا المستقبل.