قامت أمريكا بتغذية ثورات الربيع العربي في 2011 لتشتعل الثورات في خمس دول على التوالي هى تونس، مصر، اليمن، ليبيا وسوريا ومعها العراق، وجاءت بقيادات جديدة تحترم مصالحها باسم الدين، ولتعجز أمامها القوى المنادية بالدولة المدنية الحديثة، فى ظل أرضية شعبية واسعة مغيبة بعاطفة التدين، حتى انكوت الشعوب بعد ذلك بنار تلك الثورات. في كتابة الجديد "مصر تخلع النقاب" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تناول الكاتب أحمد محمد عبده، بالنقد والتحليل تراكمات الثقافة الشعبية فى المجتمع المصرى، المبنية على جمود الفكر والخطاب الدينى، وتغليف كل قضايانا بغلاف الدين كما قال ابن خلدون، وخلق ما يمكن تسميته الدين الموازى، أطلق البعض عليه الدين الشعبى. وقد بدأت خيوط المؤامرة الإخوانية على مصر مع الإدارة الأمريكية عقب تصريح كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة حول الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، في أثناء زيارتها لمصر عام 2005. وتتجلى أبعاد المؤامرة بتصريح جورج بوش الابن برغبتة في ترك حماس في غزة وترك إيران ومشروعها النووي وإفساح المجال للإخوان في مصر للوصول إلى المبتغى. ويستكمل قائلا: حين تعلن إسرائيل عن نفسها كدولة يهودية عاصمتها القدس ستقوم الانقلابات المتتالية في كل من العراقوغزة وسوريا والسعودية والأردن ومصر، وإذا أضفنا إيران بمشروعها النووي صارت الحرب العالمية أمرا محتوما، حينئذ تستطيع الرأسمالية العالمية أن تمد في عمرها بقصف أعمار الشعوب العربية والإسلامية. في نفس الوقت كان الإخوان يعملون في السراديب وتم تجسيدهم كفزاعة للشعب. ويكشف الكاتب الفرنسي مايكل بارازان في كتابة "الإخوان المسلمون.. الأيدولوجية الشمولية" عن لقاءات سرية منذ 2011 بين جون كيري وحزب أردوغان في تركيا، للتنسيق ما بين الإخوان وأوباما وجورج بوش الابن، وهو ما شجعهم على التهديد بحرق مصر في حالة إعلان فوز أي مرشح رئاسي آخر أمام المرشح الإخواني. لقد خدع الإخوان الغرب وأقنعوهم بأنهم يملكون الشارع المصري، وأنهم أكثرية، ليتمكنوا من الوصول مقابل الحفاظ على أمن إسرائيل وعلي المصالح الأمريكية بالمنطقة، وبالطبع سيساعدهم في ذلك عشرات التنظيمات الإرهابية التكفيرية المسلحة لتفكيك المنطقة العربية. فهم الطامع الأكبر في الحكم.. الحالمون بالخلافة حتى لو تمزقت الدول. لقد كشفت ثورة 25 يناير 2011 أحادية الاتجاه بعيدا تماما عن الوسطية وعن مبادئ الدولة المدنية، فكانت ثورة 30 يونيو لإنقاذ هوية مصر. لقد أبهر المصريون العالم من جديد.. كان هذا أحد عناوين الصحف العالمية عن ثورة 30 يونيو، لتكون من أعظم ما سطر المصريون في تاريخهم من أحداث، غيرت مصير المنطقة من السيناريو الأسود الذي حيك لها في ليل دامس، ونجت بمصر من سيناريو التقسيم. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى