أزمة انقطاع الكهرباء ليست مشكلتنا وحدنا..هي واحدة من أكبر الأزمات العالمية..تعانيها أمريكا كما تعاني منها الهند..ولا تنجو منها العواصم والمدن الكبري. .وتؤكد الدراسات أنها تؤثر سلبا علي صحة الناس وقدرتهم علي الانتاج..في أمريكا عاش المواطنون العام الماضي علي الشموع والبطاريات لمدة104 آلاف و406 ساعات حيث انقطعت الكهرباء أربعة آلاف و435 مرة,بزيادة67% عن السنوات الثلاث الماضية,مما يكلف أماكن العمل والأسر المليارات سنويا نتيجة انخفاض مستوي ومعدل الانتاج, وتدمير الأجهزة الكهربائية بالمنازل, وفساد الأطعمة بالمحال والبيوت..وتفاقمت الأزمة في يوليو الماضي حينما ارتفعت الحرارة الي درجة غير مسبوقة,وكشفت عن شبكات هشة ونظام قديم لتوزيع الكهرباء..وفي الهند,عاش مئات الملايين الشهر الماضي في الظلام بسبب الضغوط المتزايدةعلي الكهرباء نتيجة الاستخدام المتزايد لأجهزة التكييف..وينتظر أن تشتد هذه الأزمة في مختلف مدن العالم مع الارتفاع المتواصل في حرارة الجو وتزايد استخدام مكيفات الهواء. وهنا ندخل في دائرة مفرغة..فأجهزة التكييف من مصادر انبعاث ثاني اكسيد الكربون,وتؤدي الي زيادة ارتفاع حرارة الجو,الأمر الذي يدفع الناس بالتالي لاستخدامها برغم مساوئها..والحل لايأتي بحرمان الناس من الكهرباء, ولايأتي باجراءات مؤقتة سريعة تدمر الاقتصاد وتفسد حياة الناس..اليابان جربت الحلول السريعة بعد زلزال العام الماضي وانهيار جانب من المفاعلات النووية..رفعت الثرموستات بأجهزة التكييف في المكاتب الي مافوق25 درجة وخفضت الاضاءة,فجاءت النتائج في غيرصالح العمل بسبب اصابة العاملين بالصداع والدوار وعدم القدرة علي التركيز..وتبين أن استخدام المراوح ضعيفة الكفاءة كانت أكثر تكلفة..في حين ازدهر اقتصاد سنغافورة ومعظم الدول الصاعدة حينما تم تبريد أماكن العمل..ومع ازدهار الاقتصاد تزايد الاقبال علي أجهزة التبريد..وينتظر أن يزيد الاحتياج العالمي لها بمليار جهاز اضافي. الحل يأتي بتحديث وتطوير شبكات الكهرباء..وليكن ذلك من أولويات الحكومة والقطاع الخاص..وعلي صناع أجهزة التكييف أن يطوروها بحيث تكون موفرة للطاقة,وهو ماتعمل عليه امريكا حاليا..وفي الاتحاد الأوروبي تحرص شركات البناء علي استخدام المواد التي لاتمتص الحرارة, وعلي جذب الهواء البارد من تحت الأرض.واتاحة الفرصة لفتح النوافذ والاستغناء عن التكييف المركزي..فهل نستفيد من خبراتهم, وهل يتعاون المواطنون بدلا من أن تنقطع الكهرباء عنهم؟. المزيد من أعمدة سلوي حبيب