تواترت أنباء عن عزم الكيان العنصرى فى فلسطينالمحتلة، إطلاق باقة من 24 قناة متنوعة باللغة العربية، عبر أقمار عربية فى مجالات شتي: أخبار، رياضة، سينما، دراما، أطفال.. إلخ.. وطبيعى أن تأسيس هذه القنوات بتكلفتها المادية العالية، فى وقت يعانى الكيان العنصرى أزمات اقتصادية، هو عمل مخابراتى بالدرجة الأولي، يستهدف اختراق عقول الشباب العربى بعامة والمصرى بخاصة، بتصوير الكيان الغاصب فى صورة الصديق المسالم، والدعوة إلى التقارب بين شبابنا والشباب الصهيوني، بهدف زعزعة انتماء الشباب أو على الأقل تثبيط همتهم، وكسر التعاطف مع قضية فلسطين، والسيطرة عليهم فكريًا ليتحقق أمن الصهاينة وآمالهم. وهذه المحاولات لاختراق عقل الشباب ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى عقود خلت، بدأت بتأسيس إذاعة صوت إسرائيل منذ عقود، بأيدى صهاينة يتخفون بأسماء عربية، وتزايدت حدتها بعد ثورات الربيع العربي، وما تمخض عنها من فوضى شملت أكثر من قطر عربي، واستغلها الصهاينة لإثارة النعرات الطائفية والقبلية وتمزيق الصف، وإظهار كيانهم الغاصب فى صورة الأمين على استقرار المنطقة، الحريص على مودة شعوبها. والتحرك الصهيونى الحالى يستهدف بالدرجة الأولى الشباب المصري، لقناعة الصهاينة أن عزل مصر عن محيطها العربي، الأسلوب الأمثل لتحقيق استقرار كيانهم المزعوم، فالشباب هم عدة الأمة المصرية ومدد قواتها المسلحة، القوة العربية الوحيدة التى لم تدمر، والتى يحسب لها الصهاينة ألف حساب، من واقع سجلات التاريخ والحروب. الصهاينة يدركون أن شباب مصر يتسم بالقوة والصبر والثبات، ويذكى كل هذا انتماء قوى لوطنه وقضاياه، مما يجعله قدوة للشباب العربى فى كل مكان، واستهدافه واستغلال معاناته وتطلعاته، سبيلهم للوصول إلى عقله والتلاعب به. وتنوعت وسائل اختراق شباب مصر وتمثلت فى تحركات مريبة لشراء أرشيف الدراما المصرية من القطاع الخاص، أو تأسيس شبكات اقليمية بواسطة عملاء عرب، تعتمد موازنات ضخمة وتنتج أفلامًا ومسلسلات عربية، أو إنشاء مواقع على وسائل الاتصال الاجتماعى وبخاصة فيسبوك، لإغراء الشباب جنسيًا عبر عميلات للموساد يتسترن بأسماء عربية، وإنشاء مواقع إلكترونية باللغة العربية مثل إسرائيل بالعربية، الصفحة الحكومية شبه الرسمية، التى تعمل على اجتذاب الشباب العربى والمصرى بوسائل شتى، وصفحة إسرائيل فى مصر التى تصدر عن السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وأيضًا صفحة الضابط الصهيونى أفيخاى أدرعى الناطق الرسمى باسم جيش الاحتلال، ومن خلال هذه الصفحات وغيرها تجرى محاولة غسل عقول الشباب المصري، وإظهار دولة الاحتلال على أنها واحة الديمقراطية وأرض الفرص، ودعوة شباب مصر إلى تطبيع العلاقات مع الشباب الصهيونى وتبادل الزيارات، ومَنْ يدخل هذه الصفحات يجد تجاوبًا كبيرًا من شباب تائه حائر، عرضة للسقوط فى براثن عدو يعرف كيف يستغل ظروفه ومعاناته ويستثمرها لصالحه. وتبقى الخطوة الأخيرة المتمثلة فى إنشاء قنوات صهيونية ناطقة باللغة العربية، بمثابة ناقوس خطر وإنذار نأمل أن تتنبه إليه الهيئة القومية العليا للإعلام، فنجاح الصهاينة فى ذلك يعنى اختراقهم البيت المصرى من الداخل. لمزيد من مقالات أسامة الألفي