سيظل شاهدا على حقبة تاريخية مهمة وفارقه فى مصر والأمة العربية بل والعالم، يروى الذكريات الجميلة والحزينة ، التى عاشها صاحبه، وكل ركن وجناح فيه يبوح بأسرار وحكايات ويحكى أحداث مرت بها مصر والأمة العربية . إنه منزل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى انتقل إليه بعد ثورة 23 يوليو 1952 مع أسرته ليعيش فيه، الذى تحول الآن إلى متحف يضم مقتنيات ووثائق تاريخية، بدأت عملية إنشاء المتحف عام 2011 وذلك بعد أن وافقت اسرته على تقديم كل المتعلقات الشخصية. ويقع المنزل على مساحة 13400 متر مربع وقامت الاهرام بجوله داخل المتحف والذى يقع فى 4 شارع الخليفة المأمون بمنشية البكرى مصر الجديدة ويحيط بالمتحف حديقة كبيرة، وفى أحد جوانبها تجد سيارة الزعيم عبد الناصر اوستون مارتن إنجليزى موديل 1940 ملاكى القاهرة تحمل رقم 8349. وعند دخولنا إليه تجد صورا كبيرة بالحجم الطبيعى للزعيم جمال عبد الناصر وعددا من الصور الأخرى التى تحكى فترات من حكمه، ويصاحب ذلك خطاب بصوته، وعلى اليسار تجد قاعة المقتنيات التى تضم عددا من الأوسمة والنياشين التى حصل عليها الزعيم الراحل طوال عمله رئيسا للجمهورية من عدد كبير من رؤساء وملوك الدول العربية والأجنبية، كما يوجد عدد من التماثيل لرأس الزعيم للفنان جمال السجينى، وعدد من الكاميرات المختلفة لأنه كان يهوى التصوير. وأبرز ما يميز قاعة المقتنيات كسوة الكعبة (حزام الكعبة المشرفة من الجهة الغربية ) التى أهداها جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز إلى الرئيس جمال عبد الناصر عام 1969، وخنجر ذهبى مطعم بالأحجار الكريمة ومجموعة كبيرة من المصاحف. وأمام قاعة المقتنيات يوجد ممر مكتوب أعلاه (قاعة منشية البكرى) يؤدى إلى منزل عبدالناصر الذى تم ترميمه لسنوات، هذا الممر يحتوى على عدد من الصور لعائلة الرئيس وزوجته وأبنائه الخمسة على فترات متباعدة. وعند الدخول نجد مكانا لاستقبال الضيوف وفى الواجهة مكتب الرئيس وعلى اليمين نجد حجرة الصالون الشتوى التى كان يدخل اليها للراحة والاجتماعات وهناك غرفة الصالون الرئاسى لاستقبال الرؤساء والوزراء والمسئولين وصالون آخر للسيدات. وعند الخروج تجد السلم فى الواجهة ومن خلاله تصعد الى الطابق الثانى الذى يضم غرفة النوم بجميع محتوياتها ذات الارضية الخشبية والتى تحتفظ بروحها، وغرفة السفرة وغرفة المعيشة ومكتبا آخر ملحقا بغرفة النوم، وقاعة كبيرة لجميع مقتنياته الشخصية مثل، ملابسة، ونظارته الطبية، وولاعة السجائر الخاصة به، ومصحف صغير، و مجموعة كبيرة من الأسطوانات الصوتية لأغانى كوكب الشرق أم كلثوم، وعدد من الأسطوانات الأخرى، وعلبة سجائر مذهبة، ولوح من الشطرنج لأنه كان يعشق لعبة الشطرنج، وعدد من الأحذية،وصورة زفافه، وعدد من الصور مع زوجته السيدة تحية كاظم وعدد من الصور مع أبنائه على فترات زمنية متباعدة, وأهم ما يميز قاعة المقتنيات الشخصية هو (قناع حياة وقبضة يد) قام به الفنان جمال السجينى عقب وفاه الزعيم عام 1970 دون علم أسرته وهو قناع يصنع عن طريق سكب مادة الجص أو الشمع على وجة المتوفى من أجل الاحتفاظ بصورة طبق الأصل منه وهو عادة أوروبية لاقت رواجا كبيرا منذ القرون الوسطى, وعن فكرة انشاء هذا المتحف قالت نادية احمد كامل مديرة المتحف: هذا نهج وزارة الثقافة قطاع الفنون التشكيلية بهدف تخليد الرموز الوطنية فى كل أنحاء الجمهورية بما يساعد على تنمية الهوية القومية للأجيال الجديدة. واليوم 28 سبتمبر 2018 هو الذكرى الثانية على انشاء المتحف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى يواكب الذكرى 48 على رحيل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهناك العديد من المتاحف الاخرى مثل متحف مصطفى كامل ومتحف سعد زغلول وجارى العمل على انشاء متاحف اخرى تنتهج نفس النهج هذا بخلاف المتاحف الفنية مثل متحف انجى افلاطون ومتحف محمود سعيد لتخليد أعمالهم لكن المتاحف القومية فى الصدارة والمتحف مفتوح للزيارة لكل الجمهور من جميع الأعمار كل يوم ماعدا يومى الجمعة والأثنين من العاشرة صباحا حتى الثالثة عصرا ولنا صفحة واحدة على الفيس بوك مختصة بالمتحف وحتى الآن المتحف مجانى للمصريين والاجانب والعرب.