عندما يتحدث محمد صلاح لاعب كرة القدم العالمى الموهوب الكفء دمث الخلق المحبوب ويتحدث غيره فاننى أصدقه. وربما لا يعرف اتحاد كرة القدم المصرى أنه المسئول الأول عن سقوط منتخب كرة القدم المصرى فى بطولة العالم بروسيا واحتلاله القاع مع منتخب بنما، وبالرغم من ذلك لم يفكر أى منهم فى الاستقالة، وكيف يستقيلون ويتركون هذه التكية؟ وبالرغم من الأخطاء الفادحة وفى مقدمتها تحويل معسكر الفريق القومى بمدينة جروزنى بجمهورية الشيشان إلى حى شعبى يسهر كل من فيه حتى ساعات الصباح، ولا تتاح للاعبين فرصة للنوم قبل السادسة صباحا، لم يفكروا فى الاعتذار عن هذه الاخطاء. ويبدو أن رئيس الاتحاد الذى لم يلعب كرة قدم، قد جامل عددا كبيرا من الفنانين والفنانات وكل من تربطه بهم مصالح ومنحهم تصاريح بالتردد على معسكر المنتخب. واللاعب الذى لا ينام قبل السادسة صباحا لا يمكن أن يتمكن من التركيز فى المباريات ومنطقيا يفقد كثيرا من لياقته البدنية والذهنية. وبلغ الأمر إلى الحرمان بعض اللاعبين من فرصة تناول وجبات الافطار أو السحور بمطعم الفندق لوجود مئات المشجعين الذين ينتظرون نزول اللاعبين إلى المطعم. وبلغ السخف مداه بالموافقة على اقامة حفل عيد ميلاد لمحمد صلاح خلال الليلة السابقة لمباراة الفريق، ومثل هذا الحفل يمنح قاديروف الرئيس الشيشانى كثيرا من البريق الذى يساعد على تحسين صورته شعبيا. وهنا نتساءل: من الذى اختار جروزنى لتكون مقرا لمعسكر الفريق؟!.. فهذا المقر يبعد كثيرا جدا عن الملاعب التى ستشهد مبارياته. كما أن قاديروف رئيس ديكتاتور، يداه ملوثتان بدماء البشر والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان, وظهوره فى صور تجمع بينه وبين اللاعب العالمى محمد صلاح يساعد على تحسين صورته، ولكنه وبنفس القدر يسيء إلى صورة اللاعب ويظهره كمتساند للديكتاتورية والديكتاتور. وقد دفع اللاعب ثمن ذلك، وهاجمه الإعلام الإنجليزى بشراسة. فهل كان الاتحاد العبقرى وراء التخطيط للوصول إلى هذه النتيجة؟ أم هى الشركات التى تملك الأموال والتأثير وتستخدم كل متعطش للمال لتحقيق أهدافها؟ وإذا لم يكن الاتحاد العبقرى المكروه شعبيا يعلم وينعم بمثل هذا المستوى من الجهل فانها كارثة. المهم أنهم حاولوا اغراق محمد صلاح، ولكن شعبيته وحب الجماهير الإنجليزية خاصة جماهير ليفربول له ودماثة خلقه وتواضعه ونزوله إلى الجماهير عقب عودته من مؤامرة الشيشان ساعدته على تجاوز هذا الموقف. ثم علينا أن نتذكر أن هذا الاتحاد والشركة الراعية قد قاما بطلاء طائرة المنتخب بصورة اللاعب الموهوب محمد صلاح فى عملية تستهدف جنى الأموال من وراء ذلك، فى تجاهل تام لحقوق اللاعب المحترف بالخارج وتعاقداته مع شركات أخري. ولكن اللاعب تمكن من وقف هذا الاستغلال المخالف للقانون ولحقوق اللاعب المحترف بنادى ليفربول. ولم يكن الاتحاد ليرضخ لولا الضغوط الشعبية والرسمية. وعلينا أن نسترجع أن هذا الاتحاد لم يحترم أحكام القضاء المصرى من قبل، محتميا بمحراب الاتحاد الدولى لكرة القدم. المهم أن اللاعب بموقفه من حكاية إعلان الطائرة قد وقف فى طريق مصالحهم ومن ورائهم الشركة الراعية. وهم لم ينسوا له ذلك، ولن ينسوه، وبدأوا يتصرفون للثأر منه بأى صورة من الصور وهكذا تفجرت الأزمة الأخيرة. والملاحظ أن عباقرة الاتحاد ارسلوا خطابا لاحالة اللاعب للتحقيق، خاطبوه فيه باعتباره «المدعو محمد صلاح» ثم انكروا فيما بعد صدور مثل هذا الخطاب. هذا النجم المرموق يخاطبونه «بالمدعو» «لا حول ولا قوة إلا بالله» هل من بينكم من بلغ هذا المستوي؟ وهل هناك واحد منكم تبرع لصندوق تحيا مصر مثلما تبرع؟ وهل هناك من أهدى قريته مبنى لمعهد أزهرى تحمل كل تكاليفه بناء وتأثيثا وتزويدا بالأجهزة والمعدات؟ ثم الفضيحة، أن هناك من تصور أنه قادر على حرمان هذا اللاعب من الانضمام للمنتخب.لكنهم لم يفلحوا. لمزيد من مقالات عبده مباشر