أى شخص بلا طموح ولاأعداء يكون فاشلا المسرح يشهد ثورة حقيقية فى التجارب الشبابية والفرق المستقلة والجامعات
الفن رسالة سامية مؤثرة، فهو قادر على استنطاق الذات لتتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه بشكل بصرى أو صوتى أو حركى، ويعبر به الإنسان عن الأحاسيس والصراعات التى تحيط به، ولأن أكاديمية الفنون هى إحدى مؤسسات التعليم العالى المتخصصة فى تدريس الفنون التعبيرية، والتى تهدف فى المقام الأول إلى النهوض بمستوى الفن والاتجاه بالفنون اتجاها قومياً للمحافظة على التراث العربى وتوثيق الروابط المحلية والعالمية، حيث تضم الأكاديمية سبعة معاهد عالية لتخريج الفنانين فى تخصصات فنون الأداء التعبيرية وهي: المعهد العالى للفنون، المسرحية، المعهد العالى للفنون الشعبية، المعهد العالى للباليه، معهد الموسيقى العربية، المعهد العالى للسينما، المعهد العالى للموسيقى القومية «الكونسيرفتوار»، المعهد العالى للنقد الفنى.. لذلك أجرينا هذا الحوار مع الدكتور أشرف زكى، رئيس أكاديمية الفنون، لنتعرف على ملامح التطوير والتجديد الذى يهدف لتحقيقها، وكيفية النهوض برسالة الفن المصرى لتعود ريادته مرة أخرى، وأسباب تدهور المسرح المصرى، وآرائه حول حالة الفن وتدهور الذوق العام، وإليكم ما جاء فى الحوار.. ........................................................ . ما هو التطوير والتجديد الذى تهدف لتحقيقه خلال الفترة القادمة؟ أولا: عودة الروح للأكاديمية بمعنى أن أعدادنا محدودة وتخصصاتنا نادرة، ولكى تتمكن كل التخصصات من أن تشارك فى حفلة واحدة لابد أن تعود روح الأسرة الواحدة. ثانيا: رؤية المناهج ومدى مواءمة هذه المناهج مع المتغيرات من خلال فتح حوار مجتمعى متخصص بمشاركة شيوخ المهنة كى نستفيد بآرائهم وتجربتهم، وكذلك الشباب المبدعون من خريجى الأكاديمية حتى الاستعانة بتلك الرؤى لكى نصل إلى مناهج تتفق مع المتغيرات المجتمعية. ثالثا: لابد أن تكون الأكاديمية إنتاجية، وذلك بالعمل على عودة فرقة أم كلثوم و فرق البالية وغيرها من الفرق التى كانت تنير قاعة سيد درويش. ما الدور الذى يلعبه الفنان حتى تكون رسالته هادفة؟ الفنان عليه أن يُكون نفسه وأن يكون قدوة وسفيراً، و يعى أنه مراقب فهناك العديد من الأجيال تتمنى أن تكون مثل هذا الفنان وهذا يحمله مسئولية كبيرة. ما الذى يجب أن يقدمه المجتمع حتى ننهض جميعا برسالة الفن المصرى لتعود ريادته مرة أخري؟ الفن المصرى بخير ومصر ستظل هوليود الشرق والأكاديمية هى خط الدفاع الأول، فقد خرجنا من ثورتين وكنا فى ظرف استثنائى، ولمحاولة معالجة ما نسميه بالتراجع رغم أنى أرفض هذا اللفظ لديَّ روشتة فمن وجهة نظرى لابد أن يكون النشاط الفنى جزءا لا يتجزأ من المدرسة، فيجب عودة المسرح و الباليه والموسيقى و الرسم بالمدارس، مع الاهتمام بالأقاليم والمحافظات، فالفن ليس مقصورا على القاهرة الكبرى فقط وهذا ما تفعله وزارة الثقافة الآن. هل الأسباب الاقتصادية وراء تدهور دور المسرح المصرى والعربى.. وكيفية النهوض به؟ وهل الدولة تدعم بعض الأعمال الفنية كما كان موجوداً بالماضى أم لا؟ مصر بخير ولكن نحن لسنا بخير، المسرح فى صراع مع التطور التكنولوجى ووسائل الاتصال الجماهيرى ولكن يبقى للمسرح خصوصيته وهى الحضور الحى، والخط البيانى للمسرح فى تزايد منذ خمس أوعشر سنوات، والآن المسرح المصرى يشهد ثورة حقيقية خاصة فى التجارب الشبابية والفرق المستقلة والجامعات، بالإضافة إلى مسرح الدولة الذى يعود بقوة، وهو ما شاهدناه فى المهرجان القومى للمسرح، وعروض طلبة المعهد «معهد الفنون المسرحية» التى أصبح عليها إقبال غير عادى. نعانى تدهور الذوق العام لبعض الأعمال الفنية والتى يتبناها بعض الفنانين.. فما رأيك فى ذلك؟ مصر اليوم 100مليون نسمة وكما نلاحظ يوجد أذواق عديدة لا قياس على «نفسك» أو فئة معينه من المجتمع، وكما يقال «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع» وإنى ضد النظرة التشاؤمية، فالفن بخير والرقابة المجتمعية موجودة. هل الأكاديمية قادرة على عمل صحوة فنية فى مجال المسرح و السينما و الأعمال التليفزيونية؟ أنا ابن من أبناء أكاديمية الفنون ولست غريبا عنها، وقد عشت فى مراحل كثيرة جداً أوجاعها وآلامها التى هى أوجاعى وآلامى، والأكاديمية تمر بظرف استثنائى ولكنها تمتلك أدوات كثيرة، ولدينا ملفات سوف يعاد النظر فيها معا، ولديها أيضا فرصة عظيمة عليها استغلالها بأن على رأس وزارة الثقافة ابنة من أبناء الاكاديمية، تعلم جيدا مشاكلها وتحنو عليها، وتعمل على النهوض بها من خلال ثورة فى جميع معاهد الأكاديمية. دكتورأشرف زكى تولى أكثر من منصب ماذا قدم من نجاح حقيقى لتلك المناصب؟ وما هو النجاح الذى لم يتحقق بعد؟ كنت عميدا لمعهد الفنون المسرحية فى الفترة من عام 2015- 2018 وحاليا رئيس لأكاديمية الفنون، كان لى بعض الأعمال والإنجازات التى حققتها والتى تتحدث عن نفسها، فخلال فترة تولى عمادة معهد الفنون المسرحية قمت بوضع خطة للاستفادة واستغلال الأماكن والمواقع المهملة والتى كانت بعيدة تماما عن التطوير والتقنية والتكنولوجيا، ففى مجال الإبداع المسرحى تمكنت من استغلال الورش والمخازن التى كانت بأقسام النقد والدراما والديكور والتمثيل، كما تم إنشاء أول استوديو صوت لتدريس مادة التمثيل الإذاعى، وتدريس مادة الحاسب الآلى لتصبح الآن أحد المواد بقسم الديكور، و تأسيس أول مركز معلومات بالمعهد يحتوى على 56 وحدة حاسب آلى وشبكة انترنت تشرف عليها وزارة الاتصالات. كما تم عمل تحديثات شاملة لمسرح المعهد بأحدث الأجهزة من إضاءة ومؤثرات ضوئية حديثة, وتم تحديث مكتبة المعهد بالكامل بأحدث وسائل الفهرسة والميكنة، والتعاون مع كافة الجامعات مصر من خلال دعم لجان التحكيم بمتخصصين من هيئات التدريس فى المسابقات الفنية خاصة فى المسرح. بالاضافة لذلك أقام المعهد العالى للفنون المسرحية فى الفترة ما بين عام 2015- 2018 عدة مهرجانات ومسابقات حصل على العديد من الجوائز بالمسابقات والمهرجانات. لماذا قلت انك نادم على عودتك لنقابة «المهن التمثيلية» مرة أخري؟ السبب إن الناس تغيرت والأخلاق أيضا تغيرت، و أنا حاليا متفرغ للأكاديمية أما النقابة فهذا عمل خدمى تطوعى. متى يرى المسئول أن رسالته تحققت؟ عندما ينتهى الطموح تموت المتعة، ولا يمكن أن يرى المسئول أن طموحه قد انتهى فشخص بلا طموح شخص فاشل، كما لو كان شخص بلا أعداء فيكون فاشلا أيضاً. ماذا عن انتشار الأعمال الفنية التى تسيء لصورة المواطن المصرى فى الخارج؟ بدأت الصورة التى تسيء للمواطن المصرى تختفى وتظهر صورة أخرى تعظم من قيمة المجتمع وذلك دون فرض أو حجر على حرية الإبداع.