أثار اكتشاف التابوت الأثرى بالإسكندرية العديد من القصص والروايات عن وجود بما يسمى ب"الزئبق الأحمر الفرعونى"، تلك المادة التى أشيع عنها أنها تجلب لصاحبها أموالا وكنوزا لا حصر لها في غمضة عين!. الزئبق الأحمر مادة كشف النقاب عنها منذ الثمانينات من القرن العشرين، وإلى الآن يعتقد كثير من الناس بوجودها رغم عدم تحديد تركيبتها أو خصائصها، وترجع شهرة هذهِ المادة إلى ما أشيع من أنها تدخل في صناعة العديد من الأسلحة وتستخدم فى تسخير الجن الذي يدل مالك هذا الزئبق عن أماكن الكنوز والثروات كما يروج كبار السحرة ليس في مصر فقط بل في إفريقيا أيضاً!. وقد أطلق أصحاب الحلم الأحمر عليه "الزئبق الفرعونى"، بعدما عرف أن الزئبق الأحمر كان يستخدم في أعمال تحنيط المومياوات المصرية، حيث يوضع مع المومياء داخل التابوت أو في زجاجات داخل المقبرة أو داخل قطع على شكل "تمر" في أماكن متفرقة داخل جسد المومياء عند التحنيط كالحنجرة، وفم المعدة وغيرها.. ولذلك فإن الذين ينقبون تحت المنازل أو في الأراضي الزراعية ليس بحثاً عن التماثيل الفرعونية فقط، بل للوصول إلى هذه المادة الحمراء السحرية!. وفي تصريح للدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المعروف، عن أصل الزئبق الأحمر الفرعوني، قال: في أوائل الأربعينات من القرن الماضي عثر على زجاجة بها سائل بني اللون ويميل إلى الاحمرار أسفل مومياء "آمون. تف. نخت" أحد كبار قادة الجيش في عصر الأسرة 27، الذي تم تحنيطه داخل تابوته لعدم التمكن من تحنيط جسده خارج المقبرة بسبب أحداث سياسية مضطربة في عصره، ولا يزال هذا السائل محفوظاً في زجاجة تحمل خاتم وشعار الحكومة المصرية داخل متحف التحنيط في الأقصر، وهذا هو السبب الرئيسي في انتشار كل ما أشيع عن ما يسمى ب"الزئبق الأحمر المصري"، وقد وجدت تلك المقبرة بحالتها ونتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد حدثت عملية تفاعل بين مواد التحنيط الجافة والجسد أنتجت هذا السائل البني، وبعد تحليله وجد أنه يحتوي على سوائل آدمية (ماء، دم، أملاح، أنسجة رقيقة وأملاح معدنية ومحلول صابوني، أحماض أمينية ومواد التحنيط)!. وهذا الهوس لم يُصِب المصريين فقط، بل طال المنطقة العربية، ففي عام 2009 انتشرت شائعة في المملكة العربية السعودية عن احتواء ماكينات الخياطة "سنجر" على مادة "الزئبق الأحمر" ونتيجة لذلك تصارع الكثيرون على شراء كل المعروض من هذه الماكينات بالملايين.. وعندما تدخلت شرطة الرياض برر المشترون ذلك بأن الزئبق الأحمر يستخدم في إنتاج الطاقة النووية واستخلاص الذهَب ومعرفة أماكن الكنوز المدفونة تحت الأرض. وحتى الآن اختلفت التفسيرات والتكهنات عن وجود "الزئبق الأحمر" من عدمه، ولكن الإجابة من المؤكد وجودها فى ملفات سرية للغاية لدى القوى العظمى فى العالم، مثل روسيا والولايات المتحدةالأمريكية كأمن قومي لهما. [email protected] لمزيد من مقالات د.دعاء قرنى